ونامت الغزالة ..
نامت بصمت وهدوء .. وبعد الفجر بقليل ..
شهدت ميلاد صبح البلاد واستغرقت بنوم عميق وبيدها كمشة من تراب الوطن ..
نامت كما نوم الملائكة وقت الصعود للسماء ..
نامت الجميلة .. والعذبة .. والهادئة .. والضحكة الساحرة .. والوجه البريء .. نامت كطفلة لتحلم بفرح واثواب جديدة وحلوى .. نامت نوم الطيور التي اتعبها التغريد .. نامت وهي تحمل معها حزمة من احلام وآمال وصور جميلة كما هي ..
في الطريق الى جنين وفي ربوع مرج بن عامر وعلى مشارف حيفا والناصرة .. كانت تسابق الريح لتملأ رئتيها وتعطر انفاسها بنسائم صباح البلاد وحنونها وزعترها .. وهناك داهمتها رصاصة حاقدة من يد جندي جبان ! ولم تمهلها لتحكي وصيتها الاخيرة !
نامت الجميلة وهي تحمل معها تفاصيل الحكاية .. تلك الحكاية التي كشفت حقيقتها للعالم اجمع ..
كانت شيرين نجمة ساطعة في سماء القدس .. ورحلت وتركت في قلوبنا الف غصة وجراح وبئر دموع ودم ..
رحلت الغزالة .. وهي تحلم بوطن بلا احتلال .. وبقدس بلا طغاة .. وحرية بلا حدود ! نامت فوق ثرى جنين تلك المدينة الباسله والرجال الاشداء ! وستبقى صورتها مطبوعة باذهاننا وقلوبنا ! ولن ننسى !!
