هل فقط الألمان من شارك في مأساة اليهود في أوروبا؟

14 يناير 2023آخر تحديث :
هل فقط الألمان من شارك في مأساة اليهود في أوروبا؟

من شارك في مأساة اليهود في أوروبا؟

هل فقط النازيين الألمان؟

من البداية أريد التوضيح، أنني لا أنكر ما تعرض له اليهود في أوروبا من قتل منفرد وجماعي وسرقة ممتلكات… لأن الأحداث تم توثيقها من قبل علماء التاريخ المحايدين…. والصور والأفلام الوثائقية تتحدث عن وجود المذبحة.

القاعدة القانونية التي مهدت للمذبحة في الدولة النازية الألمانية بدأت في 15 سبتمبر 1935 عندما صادق المؤتمر السابع للحزب النازي في نورمبرغ على ما عرف آنذاك “القوانين العنصرية”

* قانون حماية الدم، تمنع الزواج والعلاقات الجنسية بين اليهود وغير يهود.

* قانون مواطنية الرايخ

* قانون المقياس الألماني الصافي

هذه القوانين كانت موجهة في الأساس ضد اليهود و الأقليات الأخرى في ألمانيا… أصبحت هذه القوانين تشريعات الرايخ الألماني بإعتبار أن الحزب النازي هو الحاكم الوحيد، بعد التخلص من الشيوعيين و الحزب الإجتماعي الديمقراطي.

بهذه القوانين أعطت آنذاك الدولة الهتلرية الشرعية الكاملة لمهاجمة اليهود وإستباحة أملاكهم في ألمانيا والنمسا، فكانت البداية فيما سمي “ليلة الكرستال” التي تم فيها مهاجمة التجمعات اليهودية وكنسهم في برلين من قبل ميليشيات الحزب النازي (القمصان البنية) بحماية الشرطة والقوات الخاصة س س. (المشهد ذاته يتكرر الآن في فلسطين المحتلة، قطعان المستوطنين يهاجمون الفلسطينيين بحماية الشرطة والجيش الإرهابي الصهيوني).

سجل التاريخ المذابح التي تعرض لها اليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية بإسم الألمان النازيين. هنا يخطئ المؤرخون، تصوري عن عمد.

برأي أن معظم دول أوروبا، آنذاك، شاركت في المذبحة، وكل حسب قناعاته ودوافعه وردود فعله، ولا أبرئ حتى المجتمعات الأوروبية التي شاركت في تسليم اليهود للنازيين المحتلين، في فرنسا و بلجيكا و معظم دول البلقان وأكرانيا وبولونيا.

من المستفيد من هذا التهجير؟؟ المستفيد الأول كان النظام النازي نفسه الذي إستغل اليهود كأيدي عاملة بالسخرة لتعويض رجاله المرابطون على جبهات القتال.

أما المستفيدون لاحقا من المأساة التي تعرض لها اليهود في أوروبا لحتى هذه اللحظة، أولا الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تضلل اليهود و تبتز الأوروبيين في موضوع الهولوكوست وثانيا الحركة الصهيونية التي تحالفت مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ووضعت اليهود عرضة لمذبحة قد تتكرر في المستقبل.

نحن الأقليات العربية و الإسلامية يجب علينا دائما أن نذكر السياسيين الأوروبيين بما إقترفه أبائهم و أجدادهم بحق الأقلية اليهودية لكي لا يعيد التاريخ نفسه ونكون نحن حطب لهولوكست جديد.

يجب تذكير الأوروبيين واليهود بأن الهولوكست لم تكن المذبحة الأولى التي تعرض لها اليهود في أوروبا وأن الشرق هو الذي إحتضن اليهود و كان ملاذا آمنا لهم.

أما بعد إنتصار الحلفاء على النازيين، نظم الحلفاء محكمة، إعتبرها بعض المؤرخين “سياسية هزلية”، لأنها حاكمت فقط 21 من القيادة النازية شاركوا في الحرب المدمرة وفي المأساة اليهودية في أوروبا. الحلفاء ،آنذاك، لم يقدموا للمحاكمة أي مسؤول أوربي ساهم في تهجير اليهود من أوروبا المحتلة لألمانيا، وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر المجرم الفرنسي ماوريس بابون، رئيس شرطة باريس في حكومة فيشي، هذا المجرم هو الذي نظم تهجير اليهود وبحماس من باريس لألمانيا النازية في ظل حكومة فيشي الموالية للنظام النازي في فترة إحتلال فرنسا، بابون المجرم بقي في منصبه مكرما من ديغول بعد تحرير باريس وكرر إجرامه في 17 اكتوبر عام 1961، هذه المرة ضد المتضاهرين الجزائريين، حسب الإحصائيات، بناء على أوامر بابون المجرم، قتلت الشرطة الفرنسية آنذاك 300 جزائري.

حتى الصحافة الفرنسية المنافقة، لم تتناول المجزرة التي إرتكبها بابون ضد الجزائريين المسالمين. 

لم يتعرض المجرم بابون، مثل غيره الكثيرين في أوروبا الغربية، لأي مسائلة لتعاونه مع النازيين في تهجير اليهود الفرنسيين لمصيرهم الأسود في المانيا، لا من ديغول المحرر ولا من الأمريكان أو البريطانيين الذين ذرفوا الدموع أنهارا على مصير اليهود في أوروبا اثناء الحرب العالمية الثانية.

من المعروف أن عدد الأقلية اليهودية في المانيا مع بداية الحرب لم تكن تتجاوز 25 الف، بسب ما تعرضت له الأقلية اليهودية بعد سن قوانين نورمبرغ. معظمهم هاجروا للولايات المتحدة، هنا أذكر أيضا  بالإتفاقية التي عقدها النازي هتلر مع الحركة الصهيونية في العام 1933 بعد توليه منصب المستشار، “إتفاقية هافارا” والتي تنص على تهجير اليهود الألمان لفلسطين.

طيب من وين هذا العدد الضخم من اليهود الذين قضوا في المانيا النازية؟ معظم المؤرخين لظاهرة الهولوكست، يعتبرون أن جميع الدول الأوروبية المحتلة وخاصة الغربية ساهمت وبشكل مباشر في تهجير اليهود لألمانيا.

السؤال: لماذ لم يُحاكم المنتصرون أي من هؤلاء لإرتكابه جريمة الإبادة؟؟ الجواب بسيط لأن كل حكومات الدول المحررة عقدت صفقة مع الولايات المتحدة، برئاسة ترومان، والحركة الصهيونية من جهة وحكوماتها “المنتصرة” من جهة أخرى، على دعم إقامة كيان يهودي في فلسطين مقابل عدم فتح ملفات لقيادتها السياسية وتورطهم في المأساة اليهودية في أوروبا، الصفقة سارية حتى الآن.

ليس فقط الأوروبيون، بعض الدول العربية نالت إستقلالها آنذالك مقابل دعم أو على الأقل الموافقة على إقامة كيان يهودي في فلسطين.

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق