نحن والمشهد المضطرب دوليا وإقليميا بعد نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والتي كانت بمثابة الصدمة التي اصابت دول الاتحاد بصفة خاصة وجميع دول العالم بصفة متفاوتة واضافت بتاثيراتها وضعاً داخل بريطانيا يمكن ان يزداد اتساعاً بالمزيد من التمزق والانفصال.
هذا جعل المشهد العالمي غير ثابث واضاف للاوضاع الاقليمية ترتيبات قربت البعض وابعدت البعض الاخر من الدول التي تسودها النيران التي اثرت بحدة لهيبها على جميع الدول القريبة منها او البعيدة وشغلت الدول العظمى بل حددت من هي تلك الدول وحصرتها في التنائية العالمية التقليدية وانهت ماكان يطلق عليه الشهيد ابوعمار وحيد القرن في وصفه للدور الامريكي ، واعادت لروسيا المكانة التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وجعلت باقي الادوار في الدائرة الثانوية للفعل. واصبحت المعادلة اصعب على الجميع والعالم كان منشغلاً في إطاره العربي والاقليمي و الدولي بالقضية الاساس بل “أم القضايا ” وهي القضية الفلسطينية ، ولكن في المشهد الحالي الذي ينشغل فيه العالم بما يسمى مكافحة الارهاب ، والحرب التي استهدفت تمزيق العراق وسوريا وليبيا واليمن وسبقهم السودان وجعل باقي دول النظام الاقليمي العربي “كل يتفقد نفسه وينشغل بوضعه الداخلي ” فاصبحت القضية الام وهي القضية الفلسطينية في دائرة التأجيل إن لم يكن في دائرة النسيان المؤقت !!! لهذا علينا ان ندرك ان المتغيرات التي كانت تبدوا صغيرة في المشهد السياسي اصبحت كبيرة وتزداد اتساعا ، والارادة الدولية منشغلة في رسم خطوط الطول والعرض لطيرانهم الذي يمهد لجميع المتغيرات القادمة في منطقتنا وعلى ترابنا القومي على وجه التحديد ، وعلينا ان ننتظر مع المنتظرين لنرى الصورة القادمة “لشكل الدول التي ستنشأ ” والدول التي سيتم تقسيمها ، والفدراليات التي ستفرض الخ . لهذا العالم منشغل عنا ونحن لسنا في دائرة الاهتمام الدولية والاقليمية حالياً وعلينا ان ندرك ان الاشقاء العرب الذين تشتعل النيران في غرف نومهم لن يروا النيران التي هدأت وإن كانت جمرا تحت الرماد ، لذلك لاحلول لقضيتنا على المدى القريب ، لان المشد الفلسطيني ليس ضاغطاً وقدرته الذاتية التي يفرض بها التذكير بنفسه اصبحت ضعيفة للغاية والمؤلم ان المشهد العربي يزداد اتساعاً في استهدافه، ومحولات تمزيقه قوية وقادرة ، اما المشهد الفلسطيني فاتركه لتقديراتكم.