من أقوال الكاتب الفلسطيني عماد خالد رحمة :

12 يوليو 2021آخر تحديث :
عماد خالد رحمة
عماد خالد رحمة

محاولة حيونة الإنسان لم تتوقف عبر الأزمان حيث تريد السلطات الحاكمة إعادة الكائن البشري ملايين الأعوام إلى الوراء دون رجعة ، لكن خلال أقل من نصف قرن، وهذا ما أنجزته الثقافة التي أفرزها ثالوث الباطرياركية والثيوقراطية والأتوقراطية في الوطن العربي، إضافة إلى أن هناك نظم شبه شمولية أو توتاليتارية انتشرت في وطننا حولت الإنسان إلى فأر أبيض في مختبراتها الاقتصادية والإعلانية والإعلامية ، بدءا من تلك النظم الاشتراكية الصادرة بطبعة عربية منقحة، ومصدقة من جهد وعرق العمال والكادحين ، حتى القطاع العام في وطننا العربي الذي انتهى إلى العرض في مزادات الخصخصة المحلية والإقليمية والعالمية ، بعد أن حول ملايين البشر إلى ما يشبه قطع الغيار المتشابهة والأقرب إلى المسامير والصواميل التي لا حول لها ولا قوة ،وهي تنجذب منصاعة بالطرق على الرأس نحو حجر المغناطيس ومجاله المدجج بعسس الليل والنهار ،وسماسرة البروبغاندا الذين احترفوا التبرير ، والتلفيق والتزوير من أجل التمرير . حتى لو كان هذا التمرير لقطيع الإبل من ثقب إبرة.
ثقافة حيونة الإنسان نزعت عنه امتيازه الوجودي، وحولته إلى رقم أبكم وأصم في إحصاءات الديموغرافيا أو في مخيمات المشردين واللاجئين ، كما اختزلته إلى بُعدٍ واحد هو البعد البيولوجي ،بحيث يعيش ليأكل وليس العكس ، وتركته دون تمكنه من الإجابة عن تساؤل الإنسانية ، هل نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل ؟؟ ثم أوقعته في بئر عميقة، ورطته بما يسمى سايكولوجيا المتسول المتشرد الذي لا يفكر بما هو أبعد من الوجبة المقبلة التي تبقيه حياً، وكأن لهذه الاستراتيجية تكلفة باهظة، بخاصة في الميديا الذي يصطف وينحاز للرب والقيصر الدكتاتوري في اللحظة ذاتها، ويتبنى مقولة ونستون تشرشل المعروفة الساخرة عن حاجة الحقيقة إلى جيش عرمرم من الأكاذيب والتلفيقات المسلحة كي يحرسها.

المصدرالمركز الفلسطينى الأوروبى للإعلام
عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق