مش ع رمّانة والجالية مش دكّانة

25 نوفمبر 2021آخر تحديث :
مش ع رمّانة والجالية مش دكّانة

بقلم : ماهر دريدي . برلين

مدينة برلين حالة استثنائية تختلف عن باقي المدن الألمانيّة وربّما عن باقي المدن الأوروبيّة كافّة فيما يتعلق بكثرة القادة والوجوه السياسيّة التي تعتبر نفسها التاريخ سواء في العمل المؤسساتي أو في العمل السياسي، والأغرب ما في الأمر هذه الكثرة من الإطارات، التجمّعات والمؤسسات، والجمعيّات التي تحتل المرتبة الأولى في العاصمة الألمانيّة من حيث العدد وتحتل المرتبة الأخيرة من حيث التنظيم والتخطيط في العمل المؤسساتي والجماهيري.
هذه الحالة العبثيّة التي سيطرت على أجيال كثيرة حتى انتقلت إلى الأجيال التي تليها بعدوة كوفيدية فأصبحت حتى المحاولات الشبابيّة محاولات تموت في مهدها وأصبح الأمر يحتاج إلى لقاح أول وثان وربّما جرعة معزّزة كي يصبح الجسم الفلسطيني لديه مناعة قويّة يحصّن نفسه من كل الأمراض وخاصة المناصب والكراسي والألقاب التي طغت حتى على المصلحة العليا التي تتطلب بذل الجهود والطاقات من أجل تحقيقها.

وقد أثبتت التجارب السابقة أن تأسيس الجالية الفلسطينيّة لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما دامت قد أسست من قبل القوى الوطنبية، وإن تأسست فإنها ستكون ضعيفة لإنها ببساطة فاقدة لثقة الكثيرين إن جاز التعبير فلماذا تصرّ القوى على طرح مبادرات جديدة وتأسيس جالية أشبه ما تكون بجمعيّة تتكون من الهيئة الإداريّة من سبعة أشخاص حسب قانون تأسيس الجمعيّات الألماني، وهل أفراد الشعب الفلسطيني القاطنون في العاصمة الألمانية هم سبعة فقط؟ فكفى هذه المهازل يرحمنا وأياكم الله وتنحّوا جانبا يكفينا هذا الألم الذي ولّد حالة إحباط لدى الشباب.

ونقولها للمرّة الألف نريد للشباب أن يأخذوا على عاتقهم تأسيس الجالية الفلسطينيّة دون أن يكون هناك أي دور سواء للأطر أو القوى التي يغلب عليها المصالح الحزبيّة والتي تهيمن على برامج الجالية في النهاية، فلا يمكن للذي يسكن على كوكب الزهرة أن يضع سياسة وبرامج عمل الجالية التي تقع في كوكب الأرض. ويبدو أن (الختياريّة) لا يريدون أن يتوقفوا عن رمي حجر النرد والمراهنة على تأسيس الجالية، إن نجحوا وإن نجحوا فسيفشلون.

إننّا نوجّه الدعوة من هنا إلى كل الشباب الفلسطيني الغيور على مصلحة الشعب الفلسطيني في برلين أن يوحّدوا جهودهم من أجل تأسيس الجالية بكوادرها الشبابيّة وببرامجها وسياساتها، ولنضع الهدف الأسمى القائم على خدمة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ولوجه الله تعالى وأنّ نبتعد عن مرض المناصب والكراسي ما أستطعنا إليه سبيلا وجلّ ما ندعوا إليه إعطاء الدور للقادة الجدد من الشباب والذين سيرسمون بعملهم وسياستهم الحكيمة مستقبل الشباب وخدمة أبناء شعبنا فعلا فعلا وليس قولا فقط.
لذلك سوف نقدّم في الورقة القادمة الإقتراحات والرؤى من أجل تأسيس جاليّة فلسطينيّة إن شاء الله.

*( “مش ع رمّانة بس القلوب وحمانة” مثل شعبي فلسطيني)

ماهر دريدي
برلين
25.11.2021

المصدرالكاتب للمركز الفلسطينى الأوروبى للإعلام
عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق