ليس ثلجًا
=====
أشجارٌ نائِمة
ومساميرٌ تدقُّ كسائرِ المسامير
ضياءٌ يمشي على الأرض
ونايٌ يُغنِّي على حافةِ الجسد
كنتُ أتلاشى كبلورٍ أعمى
غطست يدايَ في دروبٍ مملوءة بالحِمَم
نورٌ على نورٍ، ونورٌ يلتهمُ اللَّظى
وما بين اللَّيلِ واللَّيل ؛ نزفت على الأثافي أمم
أدركتُ للتَّوِّ ؛
أنَّ القمرَ السّاطعَ من طينٍ وماء
وأنَّ الكواكبَ تتناسل
هل سمعتِ يا شجرةَ الرُّمّان ؛
أنّ الشَّمسَ أنهارٌ ورؤى ؟!
هذه الأفكارُ ترسمُ دوائرَ وتمحُوها
ترسمُ المقاطعَ اللَّفظيَّةَ على ريشِ البجع
تكتوي بالماءِ المنقوشِ بالعَينِ المجردة
أسودُ ، أبيضُ ، وأساوِرُ نؤور
ومن الشَّمالِ إلى الجنوبِ إلى عروشِ الياسمين
والكلُّ يتطيَّبُ في صومعةِ الإله
كانت القصائدُ ” اللّيلكية” قد أذهلتني
تلك الَّتي أذابت حدائقَ اللَّيل
وتركت أعراسَها الفضِّية حيثُ لا أحد
ليس ثلجًا ما أقول ؛
إنَّه النَّهارُ يندفُ الزِّبدةَ الحمراء
يندفُها في ثيابٍ من ورق !