بقلم : عماد خالد رحمة
فكرة القومية العربية بما فيها من لبوسٍ متزاحم في الكيان الواحد ،بل في الكيانات المترابطة ،مرّت وما زالت تمرُّ في مرحلةِ عصامية . تحتاج إلى النهضة القوية والتنوير والعقلانية والتحديث والديمقراطية. وعلينا أن ننحاز بشكل واضح لهذه القضايا.
من هنا فإنّ العصامية القومية إذا قُدِّرَ لها أن تُتَرجم على أرض الواقع ككيانٍ جامع مانع، فهي ليست الأجدى من أيِّ خيارٍ آخر فقط، بل تُدشِّن حقبة يتولى فيها جرحى الضمير ومن سالت دماؤهم مهراقة تضميد جراحاتهم التي سالت عبر عشرات من العقود اليباس بما تيسَّر لهم من قوى ذاتية وعزيمة مشحونة بالروح العربية الأصيلة . لأنَّ معيقات النهضة العربية ليست الجوهر. وإنما العوائق المقصودة هي عوائق اجتماعية ناشئة تاريخياً، وعرضها نقدياً بشكلٍ علمي هو مساهمة في تحديها ومواجهتها.لقد استمرأ العرب فكرة الانزواء والتهميش والترهل والانكماش، المحكومة دائماً بتهاويل نزعة المركزة العقلانية ونظرية المركز والهامش التي باتت ظاهرة للعيان عن انعكاس مرآة المشروع الثقافي الغربي بما فيه من تلاوين ، والعاكسة بالتالي لتفوق خاصيته وذاتيته ، وتميُّزها عن سواها ، كما جرّبنا نحن العرب الدور الهامشي الغير فاعل والأشبه بالرخويات التي لا قوام لها ،واستمرأنا حالات النكوص والارتكاس الى الوراء . بل والانصياع طوعاً للآخر متسائلين هل أمتنا العربية واحدة كما يُفترض أم أنَّ أمتنا العربية أمة واحدة غير مجزأة وهذان الافتراضان هما أقنومان متعايشان في الواقع العربي ، وفي ضمير الشعب العربي ووجدانه المتعب العاجز تماماً عن تعريف النفعية التي تساعد وحدة وسرمدية الأمة ، وحدة يراد لها أن تكون قوية وأن لا تنصاع للجدلية التاريخية ، وأن تلتزم بالوهمية التي تزداد عجزاً في التمييز بين الأمة والدين . وبين القومية والدينية .
نتساءل بمرارة : إلى متى ستبقى الأمة العربية على تلك الحالة ؟؟؟؟؟؟
إذ أننا لا نريد لنهضتنا أن تكون معاقة على الرغم من كل ذلك التهاوي والانمحاق .