كيف تسلل الفساد الى السلطة…والقيادة ساكته عينك عينك.!
الحلقة ( 2 )
منذر ارشيد
ملاحظة ..بناء على طلب من إخوه أحترمهم لن أتعمق هنا
وأي شيء يضر في المصلحة العليا لشعبنا لن أنشره
وليتذكروا من يقولون أني بصدد الإنتقام بسبب قضية الإنتربول.. هذا غير صحيح.. فما أنشره هذه الأيام مكرر ومعاد أكثر من مرة وقد نشرته قبل وسنوات وعدة مرات .. وأعتقد أن من بينكم من قرأ لي هذا في دنيا الوطن قبل عشرين عاما
وكنت دائما اكتب من لديه اعتراض فاليتفضل ..
لماذا لم نسمع لأحد أي إعتراض ..!؟
وأقول للغاضبين مني ( إغضبوا واغضبوا حتى تنفجروا )
فوالله لن يوقفني عن نشر الحقائق سوى الموت .. فليس لكم إلا أن تقتلوني إن إستطعتم ، فلا انتربول ولا سجن سيوقفني .. كل ما زدتم الضغط علي زادت قريحتي وتفتحت ذاكرتي أكثر وأكثر.. شكرا لكم
أنا لا أنكأ الجراح ولست شامتا بأحد..
فكيف أشمت وأنا إبن المنظومة لا بل كنت أحد العاملين بها ..
أتحسر وأتألم .. نعم.. ولكن الحق يجب أن يقال ويجب أن يعرف شعبنا أسباب ما وصلنا إليه
وكل من ينكرون الحقيقة إما جهلة أو مجرموووون وهم ممن أفسدوا الأمور . لعنهم الله
الحقيقة هي رسالتي ..
أنا لا أدعي ولا أفتري وعلى أحد .. أضع القضية التي أعرفها وعايشتها بكل وقائعها ولدي الدليل على ما أقول..
فالحقيقة هي حق علينا لأرواح شهدائنا ولأسرانا البواسل
الفساد لم يكن وليد اللحظة ولم يكن وليد أوسلو
ولا يقولن أحدا أنه بدأ بعد أبو عمار ومع بداية عهد ابو مازن. ..ولكنه تزايد وتفاقم وتراكم .. نعم
هي البدايات التي كانت خاطئة والبدايات بدأت بعد معركة الكرامة مباشرة ً ولي في ذلك باب كبير في كتابي القادم
تحدثت في الحلقة الأولى عن بداية تسلل الفساد من خلال بعض الأشخاص الذين كانوا مهيئين أصلا وفسادهم سبق شخوصهم وماضيهم يدل على ذلك ، وكان المطلوب ترسيخ نهجهم بعد أن رسخوه في الثورة وافسدوا كل شيء وانتقلوا للسلطة ليفسدوها بنهجهم الفاسد
فالبدايات كانت مذهلة وقد انشغل الجميع بترتيب اوضاعهم مع بداية السلطة وقد غابت المراقبة والمحاسبة
واخذ كل من هم على رأس عملهم راس الكوم وتركوا للرعية ما يسقط منهم من متاع
قوات الأمن الوطني هم أول من وقعوا في الفخ خاصة أنهم دخلوا بعد انقطاع رواتبهم تسعة أشهر سبقت إتفاق أوسلو
مما سهل على العدو اصطياد من هانت عليهم انفسهم مقابل
علبة سجائر حتى ..!
والدي أكثر من دليل على سقوط أحد الضباط الذي جاء معترفا أمامي عند القائد وطالب هو نفسه بإعدامه نتيجة سقوط دون أن يدري (بالتخدير)
نعم فالدوريات المشتركة التي كانت تجمع جنود من الامن الوطني وجنود من العدو كانت بداية الإقتناص لضعفاء النفوس والجهلة
علما اني كنت قد حذرت من ذلك قبل دخولنا ،وضغطت وحاولت مع المسؤول الأول وطلبت منه وامام معظم الضباط صرف مئة دولار لكل فرد
فقال… من وين يا حسرة . ..!!
قلت له ..دبر حالك الشباب غاضبين جدا وأنا معهم وقلت لهم .. ارفضوا الدخول الى الوطن بدون ان يكون معكم مصاريف .. شو انت جاي ومعك مئات الضباط والجنود بدون مصاريف مهمه.. من يصدق هذا يا قائد ..!؟
قال.. حاضر ساذهب الى عمان واطلب من الأخوة في الصندوق القومي
طبعا عاد بعد يومين ومعه سيارة بايجيرو ثمنها 25 الف دينار وقال الجماعة ما عندهم فلوس . !
وقد تبين لاحقا أنه وقد إستلم من الصندوق القومي الفلسطيني مبلغ 250 الف دولار او دينار (الله أعلم) لتغطية مصاريفهم ولكنه لم يصرف منها قرش واحد وهذا موثق في سجلات الصندوق ولدى الاخ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني بعد أن فوجي بحجز بنك القاهرة لمبنى المجلس والصندوق ، وقد تبين أنهم أخذوا قرضا بمبلغ كبير ،وتم رهن المبنى حتى يتم السداد ، وقيل أن المبلغ كان 750 الف دينار
تخيلوا هذه المأساة شخص يقبض مئات الالاف ولا يعطي جنوده فلسا واحداً..!؟
فدخلوا مفلسين وكان هذا بداية الإبتزاز للأسف
مما أشاع الكثير من السلوكيات الخاطئة واصبحنا كالجيش الإنكشاري المتطفلين على أبناء شعبنا وقد مضى ما يقارب الشهر حتى تم صرف الرواتب ولكن طيلة هذا الشهر سأدت ثقافة الشحده والإرتزاق والمساعدات التي كان يطلبها بعض المسؤولين من الناس
من الخليل يا عيني على الخليل وكرم الخلايلة ..
بس أنت تؤمر يا قائد .. والله وانا مسؤول عن كلامي كانت تأتي الشاحنات المليئة بالمواد الغذائية من تجار الخليل ، ودبت الغيرة في نابلس رام الله و جنين ..
وهات يا بضائع ومساعدات تكفي مدينة منكوبة بزلزال..!
وكان هناك سماسرة يبيعونها وهي في الطرقات .
يعني مثال…
والشاحنة نازلة في وادي النار تأتي للسائق الأوامر بالتحرك الى الجهة الفلانية
السمسار ابو علي أفندي يهاتف أحد التجار .
ألووو مرحبا ابو أحمد.. في عشرة طن رز أو سكر أو معلبات لحمة وتردين وطن وزيوت .. شو رأيك نُحولها الك …ولا لفُلان دافع أكثر كم تدفع فيها .. نصف السعر .. توكل على الله
نعم هكذا كان يحصل وعمكم أبو علي نفخ نياعه وصار في الشرطة وصار عنده سوق تجاري ..وكان في عمان سائق تكسي مشحر ملطم. تجوز عليه الصدقه .!؟
وخذوا مثل هكذا سمسار وين كان يروح بالملايين..!
(ففتي ففتي) مع المسؤول الكبير الذي علمهم السحر
والله العظيم اني انزلت اعلان في الجريدة الرسمية طالبت فيه المواطنين ان يتوقفوا عن ارسال المساعدات وقلت بالحرف الواحد ( الرجاء لا تصنعوا منا لصوص وحراميه )
نحن ما عدنا بحاجة لشيء كفيتم ووفيتي يا شعبنا العظيم
والله على ما أقول شهيد ان القائد غضب غضبا شديدا
ولدي وثيقة ورد من القائد يطلب مني عدم النشر في الصحف ..
أما العملاء والجواسيس. !؟
هنا بلشت الرشوات من بعض العملاء الذين كانوا يأتون مرتجفين
في بداية الأمر وهم يعتقدون انهم سيحاسبون على خياناتهم.. فحدث ولا حرج.. وكنا نرى العميل خلف العميل
يأتون الى مكاتب القيادات للتوصل ودفع المبالغ المالية الكبيرة . ففي غزة مثلا تم بناء قيادات مؤسسات أمنية من اموال العملاء وانا شهدت لقاء مع ابو عمار مع احدهم واحضره حينها اللواء نصر يوسف ..
وكان قد قضى في السجن ايام مع التعذيب وكان مطلوب منه مبلغ كبير دفع جزء منه ولم يتمكن من دفع الباقي . .. فطلب ابو عمار القائد وساله عن الرجل..
فقال نعم صحيح والا كيف بنيت المقرات الي انت شايفها انت يا سيادة الرئيس اعطيتنا قرش واحد
فقال له الرئيس من فين اعطيك ما انت شايف لسة بعد ما وصلنا مساعدات
فقال القائد .. إذا دعنا نكمل بناء مقراتنا سيادتك .!
وعلمت أن الرجل قد تم سجنه بعد ذلك حتى أكمل ما ترتب عليه
سأحدثكم عن العميل الذي جاني الى مكتبي ومعه زوجته وقد أنزلها عند زوجتي في أريحا وهي تعرفها زوجتي وكانت معها في المدرسة ايام الطفولة
ولم تكن تعرف عن زوجها ومن هو زوجها حتى وصلت بعد ساعة ، وقد اخبرني ان زوجته مع زوجتي الان وجاء يطلب ان أجمعه مع الرئيس ياسر عرفات كي يبرر ويبريء نفسه
وسأحدثكم كيف ركضت زوجتي بكل برائه وهي تقول شوف شو أهدتني فلانه…. وانا خجلانه كثير كيف بدي أخذ هيك هدية. !؟
أونسات كبيرة و (عقد من الذهب والياقوت ).!!؟
قلت يا هلا ومرحبا
هذه بعض العينات من المفاسد التي كانت وسنرى ما يمكن ان نقدم من أمور تفسر ما نحن فيه .!؟
يتبع…..
قولوا يا رب….. عجل بالزلزال