كيف تحولت السلطات في الدول العربية لقبيلة؟؟… بقلم شعبان الغزالي

18 يناير 2022آخر تحديث :
كيف تحولت السلطات في الدول العربية لقبيلة؟؟… بقلم شعبان الغزالي

عملت الأنظمة السياسية في الدول الوطنية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على القضاء على المفهوم القبلي والعشائري و إنجاز الدولة المدنية القائمة على العقد الاجتماعي، كان طريق شاق و لم يخلو من تضحيات كبيرة قدمتها شعوب تلك الدول لإنجاز الدولة الوطنية المدنية، و ترسيخ مفهوم الوطن على حساب القبيلة و العشي، بالتأكيد الفضل يعود للمثقفين الوطنيين الذين شكلوا إمتداد لثقافة مثقفي الأدب الكلاسيكي في القرن السابع عشر.

لذلك نرى الآن دول وطنية بأغلبية مسيحية أو مسلمة وأخرى بوذية و دول حذفت من دساتيرها دين الدولة ليبقى الانتماء للوطن و للعقد الاجتماعي ومنحت السيادة المطلقة للشعب.

في بلادنا العربية بدل أن يسعى النظام السياسي و السلطة القائمة لإرساء مفهوم الوطن و الدولة المدنية القائمة على العقد الاجتماعي لغرض الابتعاد عن الانتماء القبلي والعشائري، تحولت السلطات العربية نفسها لقبائل، مفهوم التوريث القائم و الغير مقصور فقط على الرئيس بل على معظم رجالات السلطة، أكبر دليل. 

قبائل السلطة في بلادنا العربية تخندقت لتدافع عن مصالحها بالمفهوم القبلي الصرف و الفج، دفاع تحول في كثير من الأحيان لحروب و إرهاب ضد شعوبها، شعوبها التي سبقتها في بعض الأحيان، بقيادة نخبة وطنية على طريق إرساء الدولة الوطنية والعقد الاجتماعي، لكن وللأسف عندما نادت علنا بذلك اتهمتها قبائل السلطة بالشعوذة و الانتماء لمؤامرة كونية على النظام القائم.

بالمقابل، بين قبائل السلطة في الدول العربية تشكلت أحلاف عُرفية و شبه وحدة، بمعزل عن إرادة و تفويض الشعب لتلك القبائل، فلن يفاجئني الدفاع المستميت لابن قبيلة سلطة في دولة عربية عن قبيلة سلطة في دولة عربية أخرى. 

أعتقد أن الحال لن يصلح في بلادنا العربية حتى نصل للمفهوم السائد في الدول الوطنية، مفهوم يشكل المادة الأولي في أي دستور “الشعب هو مصدر السيادة، يمارسها عبر ممثليه و بالاستفتاء العام”. 

متى سنصل لترسيخ هذا المفهوم؟؟ لا أدري..لأن المشهد العربي كما هو الآن لا يبشر بأن تلك القبائل، قبائل السلطة ستتنازل بسهولة

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق