قصة ابن يافا
(ألبسوه البدلة بعد أن مات .. كأنه حي، أركبوه السيارة ووضعوا حزام الأمان.. وعادوا به إلى يافا عبر حاجز قلنديا)
“البروفيسور إبراهيم أبو لغد .. تراجيديا المستحيل المحقَق..!”
⬅️من هو إبراهيم أبو لغد: فلسطيني الجنسية ولد في مدينة يافا عام 1929 ، هُجِّر منها عام 1948 ، توجه إلى أمريكا ليصبح من كبار الأكاديميين و الباحثين السياسيين هناك، عاد عام 1992 إلى فلسطين عبر الجنسية الأمريكية وسمح له بالتواجد داخل أراضي السلطة الفلسطينية فعمل نائباً لرئيس جامعة بيرزيت.
⬅️ الوفاة: توفي أبو لغد في رام الله عام 2001 بعد معاناة مع المرض، كانت وصيته لإبنته ليلى بأن يُدفن في يافا أو تُحرق جثته ويُنثر رمادها في يافا.
⬅️ لحظة التأزم : رفضت ليلى بالطبع حرق جثة أبيها ، وفي وسط الزحام والنحيب قامت بالإتصال بعضو الكنيست محمد المعياري الذي أكد لها إستحالة الدفن في يافا، بإعتبار أن ذلك تحقيقاً لحق العودة الذي ترفضه السلطات الإسرائيلية.
⬅️ الأمل: قام النائب معياري بمعاودة الإتصال بليلى وأخبرها بثغرة قانونية تتيح دفن السياح إذا ماتوا أثناء تواجدهم هنا، وجنسية المتوفي الأمريكية ستعطي فرصة لذلك.
⬅️ تحقيق المستحيل: قامت ليلى فوراً بإلباس أبيها بدلةً رسمية ونقلوه إلى السيارة في وضعية جلوس مع حزام الأمان ، وعلى معبر قلنديا أبرزت جواز السفر وقالت للجنود أن أبيها مريض جداً ويحتاج النقل إلى مستشفى المقاصد – بالقدس، بحيث سمح لها بالمرور بناءً على وضعه الصحي.
في مستشفى المقاصد أبلغوها أن والدها فارق الحياة ، فأعادت البكاء وطلبت شهادة الوفاة التي استلمتها فوراً.
⬅️ القدس يافا : بينما كان الجثمان في شارع 1 الرابط بين القدس ويافا ، كان النائب محمد المعياري قد أبلغ الشبيبة في يافا بتجهيزات الدفن للاجيء الفلسطيني الأول الذي سيدفن في يافا بعد 1948 ، إتصلت الشرطة بالنائب وأبلغته بمنع الدفن ، حيث إقترح النائب عليهم تغيير القانون الذي يتيح دفن السائح المتوفي..!
⬅️ يافا : تهافت الأهالي من كل حارةٍ وبيت لإستقبال الجثمان العائد إلى يافا، بمشاعرٍ مختلطة ملؤها الأمل والحماسة مع الحزن كانت الجنازة الجماهيرية المهيية للنعش الذي لُفَ بالعلم الفلسطيني من المسجد العجمي حتى مقبرة “الكزخانة” ، فكان لإبراهيم جنته التي أرادها … يافا.