فتى أيلول. 20.9.2021,,, عبد السلام عطاري

23 سبتمبر 2021آخر تحديث :
فتى أيلول. 20.9.2021,,, عبد السلام عطاري

محاولة، محاولةٌ لاسترضاءِ الذات، الذات التي أحاولُ ترويضَها كيْ أرضى أو تُرضي لغتي كلّما عبرتُ أيلولَ بعمرٍ يزدادُ فيه الشيب، وتزدادُ به حالةُ الطفولةِ وشقاوتها وهي تمضي تسندُ الشيخَ فيّ، وترفعُ رأسَها لتراني أبتسم، ونمضي معًا نتوكأ مِنْسأةَ اللوز، كانتْ حصانُ الطّفلِ الشقيّ الذي استعجلته أُمُّه، فتركَها وركضَ والغبارُ ينعفُ خلفَه وشاية بقايا لفافة تبغٍ ألقى بها الغريبُ من نافذةِ سيارةٍ أدهَشَتْه حتى نسيَ المُنادى صوتَ المُنادي، ونعبرُ زقاقَ الذاكرة، الذاكرة الخشِنة والناعمة، فيها التّعبُ الذي يريحُ أكثرَ من راحةِ الغدِ المثقلِ بالغباش، لا يُرى، وتريح لكن لا تستريحُ بها الأحلامُ وهي تستوطنُ النومَ القلق والمتقطعَ الذي أعلّله أحيانًا إلى سوءِ الوسادةِ أو سوءِ المزاجِ قبل النّوم.
أعبرُ الثلثَ الأخيرَ من أيلول، أغلقُ بابَ الصيفِ خلفي لأفتحَ كرّاسة الخريفِ على ورقٍ تطايرَ، وورقٍ يرفُّ كجناحِ الطيرِ العابرِ لسماءٍ تتماوجُ بالغيمِ وبالشمس، والريحُ حرّة الموسمِ بين بُرجين سماويين، “عذراء وميزان”، وإن اختلفَ المعنى يظلُّ الحلمُ يراودني كي أقطفَ يوم ميلادي، وأدقّ نقشَ اسمِ فتى أيلول على غبارِ حائطِ بيتِنا العتيق، وأقبّل بالهواءِ وجهَ “آمنة”، وأقول عام الفتى وأيلول، والريح التي تتوسدُ حيرةَ البردِ والدفء.

عبدالسلام_عطاري

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق