عندما يصيرُ المكان الذي تُحبّ أضيق من خُرم إبْرةٍ، وتصير غريبًا عنه بمقدار وجع مقيم، وتصير المسافة إليه جمرًا وناره كاوية، عندما تضيق لحظتك عليك ويصير ظلّك خلفَ حُلكةِ النسيان، وتبني ذاكرتك من سطرٍ جديد، وتمحو ما ظلَّ من قديمِها لتُضمّد الوجعَ؛ وجع طفولتك التي لا تشيب، وذاكرتك التي توجِعُكَ كُلّما وخزك الشّوق. عندما يصير المكان خيبتك ولا ظلّ لك من شمسِ الحنين.
عبدالسلام_عطاري
