وقد عاد الفرح الى المدارس. وعبئ الضجيج ساحات الفرحين بعلمهم.وامتلأت الصفوف بالمعلمين وفتح الطلاب كراساتهم بعد ان رددو النشيد الوطني. وهفتو بملئ حناجرهم .
عاشت فلسطين حرة عربية. وعش هكذا في علو ايها العلم اننا بك بعد الله نعتصم.
مشهد خيالي.يعطي لونا اخرا للوطن الذي نحبه. الشمس خاشعة لتلاوة الدرس الاول بعد انقطاع طويل .والهواء دافء يجري في العروق.وازهار اللوز تسبح باسم الذي خلق.من نور العلم سلاح وافق.والناس هانئين في بيوتهم .مؤمنين بغد افضل. وقانعين بالخبز الحلال ومستقبل الاجيال. فايها فرح هذا الذي اشتقنا اليه. ولماذا نشتاق اليه ونحن قادرين على استملاكه؟؟الا يستحق ان نتمسك به طالما انه عزيز علينا كما هو دم الشهداء؟ ربما حرمتني الدنيا من رؤية ابنتي يافا وهي تحمل حقيبتها المدرسية وتنتظر وصول الباص الذي يقلها الى المدرسة.ولكنني كنت اراها يوميا في وجوه كل الاطفال الذين اتعمد مصابحتهم في الشارع الذي يوصلني الى مكان عملي.
لقد اوجعني غيابهم اكثر من اوجاع غربتي وحصاري في الوطن الذي اعطيته كل عمري.فهل سيعرف من غيبهم اننا كنا موجوعين بهذا الغياب؟؟ وان من يغيب اطفالنا عن مدارسهم يغيب مستقبلنا جميعه؟؟هل سيتكرر هذا الغياب؟؟ ام انه سيصبح هو الدرس الاول الذي لا ينسى من ذاكرة الاجيال؟؟ سؤال قد يجيب عليه الفرح بعودة ابنائنا الى مدارسهم ورؤية يافا باسمة في وجوههم كل صباح.
صباحك فرح يا يافا الشوق الذي لا ينقطع. والحب المتولد في الجينات. يا حلما قرأته على كفك الصغيرة قبل الغياب.واية تكللت بالشفق. وشمس قبلت وجوه الفلاحين بين حقولهم الخضراء. واشتعلت في روحي مدائن اضواء.صباحك فرح يا مدرسة فلسطين وحلم القابضين على جمر الحقيقة.واقسم عليك ان لا تغلقي ابوابك في وجوه من نحبهم.وان تعلميهم حب الحياة .وحب الفرح والغناء الجميل .ورسم الوطن على الكراسات المدرسية .وان تعلميهم حب الانسانية اكثر
صباح الخير يا اجمل مدارس الدنيا… يونس رجوب”أبو صامد”
