شكرا بايدن …دولة فلسطينية بعيدة المنال …واخيرا وبعد أكثر من أربعة وسبعين عاما من نكبة الشعب الفلسطيني وهي الجريمة الأكبر التي ترتكب في التاريخ بحق شعب متجذر في أرضه منذ آلاف السنين واقتلاعه من ارضه وسرقتها ومنحها لعصابات جمعت من بقاع الأرض لتكون قاعدة متقدمة للقوى الاستعمارية الغربية ..وبعد مفاوضات ورحلات مكوكية للزعماء ووزراء الخارجية الأمريكيين منذ الخمسينات من القرن الماضي جرت في العواصم الأوروبية والعربية والعالمية مرورا بعشرات بل مئات القرارات الأممية حول القضية الفلسطينية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة حتى وصلنا الى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991الذي رفع شعار الأرض مقابل السلام ..ومن ثم اتفاق أوسلو عام 1993بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي …ومنذ ذلك الوقت جرت مفاوضات مضنية وشاقة بين مد وجزر ومن من موضوع القدس إلى المستوطنات ومسألة اللاجئين والحدود والاغوار وحل الدولتين وضم القدس والميناء والمطار وتبادل الأراضي ولم الشمل وتصاريح العمال والزيارة وال vip للمسؤولين والتجار والمقاصة وعشرات المسائل الأخرى تم خلالها مصادرة عشرات الآلاف من الدونمات من أراضي الضفة والقدس وبناء عشرات المستوطنات ومئات الآلاف من الوحدات الاستيطانية الاستعمارية على حساب الأراضي الفلسطينية حتى وصل عدد المستوطنين إلى أكثر من ثماني مئة ألف مستوطن ..وراح ضحيتها خلال تلك الفترة الزعيم ياسر عرفات وآلاف الشه داء والجرحى والمعتقلين الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية حتى الآن …وبعد انتظار طويل ومعاناة كبيرة أصابت الشعب الفلسطيني بكل فئاته..وتقطعت أوصال المناطق الفلسطينية لدرجة أن من يريد الانتقال من مدينة أو من قرية إلى أخرى يمكن أن ينتظر ساعات وعند اغلاق الطرق المؤدية إليها وهذا يعني الانتظار لأيام حتى يتمكن المواطن من زيارة ابنته المتزوجة في المدينة أو القرية الأخرى …بعد كل ذلك جاءت البشرى السعيدة للشعب الفلسطيني من بايدن ليقول صراحة وبكل وضوح ،،( دولة فلسطينية بعيدة المنال ) بمعنى ان كان الشعب الفلسطيني انتظر ميلاد دولته منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل ثلاثين عاما جاء بايدن ليبشرنا بأن هذه الدولة بعيدة المنال وهذا يعني الانتظار لمئات السنين طبقا للمقياس الأمريكي هذا اذا تحقق ذلك …وبالعودة إلى زيارة بايدن ومؤتمر جدة بمشاركة دول الخليج العربي وبحضور كل من مصر والأردن والعراق والرئيس الأمريكي بايدن ..وبعيدا عن النفط والعدو الوهمي المتمثل بإيران ..القى بايدن كلمته أمام العرب ليتحدث عن كل شيء من صراعات وأزمات في العالم ..ولم يترك شيئا إلا وتحدث عنه ..حتى حقوق الإنسان والحيوان والمرأة والطفل والمناخ والطاقة والأمن الغذائي ..لكنه لم يأتي ابدا على القضية الفلسطينية ولو بكلمة واحدة في رسالة واضحة للعرب ( اتركوا فلسطين وحلم الدولة الفلسطينية ..فهي ليست على جدول الأعمال ولن تكون في برنامجنا فهي بعيدة المنال ..المهم أن تجلس إسرائيل على كرسي إلى جانبكم في الاجتماع القادم لهذا التحالف ) ولابد من الإشارة إلى الكلمات التي ألقاها الزعماء العرب المشاركون وبخاصة قطر والأردن ومصر التي أكدت بجرأة وبصريح العبارات أن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى هي أساس الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط ولابد من حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ..وما يأمله الشعب الفلسطيني والرأي العام العربي أن تكون كلمات هؤلاء الزعماء ليس للاستهلاك المحلي ..اي أن تكون نابعة عن إيمان مطلق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وترجمتها بموقف واضح وعدم التنازل عنه والعمل من أجل تحقيقه وعدم الذهاب لمزيد من التطبيع مع دولة الاحتلال ما لم يتم تجسيد دولة فلسطين على أرضه وتمتعه بحقوقه السياسية ووقف هذا الظلم والقهر التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني على مدى أكثر من مئة عام …محبتي لكم اخوتي الاعزاء