ردّا على مقالي” حي النيوكلن معقل العرب والأجانب وخيبة أمل أخرى” ،، بقلم : ماهر دريدي

30 سبتمبر 2021آخر تحديث :
ردّا على مقالي” حي النيوكلن معقل العرب والأجانب وخيبة أمل أخرى” ،، بقلم : ماهر دريدي

بعد نشر المقال بساعات تساقطت الردود والإتصالات مثل المطر بين شاكر ومؤيّد وبين معارض وبين من يلق اللّوم بحجة أني لو صبرت قليلا كي يلتئم الجرح فقلت في نفسي” شو هي طبخة بامية حتى أنتظر بعض الأيام”.

ما يثير الدهشة أن المقال تناول قضايا مهمّة وملحّة بالنسبة لكل الجاليّات فلماذا هناك من تحسّس من هذه القضايا مع أنك تجدهم يتغنّون في كل مجلس بهذه القضايا والمطالب ويطلبونها من ” الآخرين” وعندما يتحدث الآخرون بهذه الصراحة تظهر علامات الإستياء على وجوههم وأفعالهم كمن أوتي كتابه بشماله يوم لا ينفع مال ولا بنون.

وأستغرب أيضا من الحساسيّة المفرطة من حرية الرأي والإنتقاد في إطار القانون هي نعمة من النعم التي أنعمت علينا بها الجمهوريّة الألمانيّة، فلسنا في مكان لا يستطيع الصحفي التحدث عن رأيه في مسألة سياسيّة ويؤدي به الأمر الى السجن أو السكوت الأزلي. فلماذا لا نستطيع أن نتكلّم ونحلّل وننّتقد والذي في النهاية يصبّ جميعه في مصلحة المواطن الباحث عن أصل الحقيقة، بدون أن نجامل فلانا وعلاّنا في موقف، الحقيقة لا نستطيع فيه المجاملة، والذي حصل كان أساسا مدمّرا للآمال ومحطمّا معه آمال أناس إعتقدوا أنهم يستندون على جبل وما كان بجبل.

مما يدعي الى الإندهاش أيضا أن تجد هناك أشخاصا ترعرعوا ودرسوا وتعلّموا في برلين وتجد صدورهم لا تتّسع حتى إلى الإنتقاد أو تقبّل رأي الآخر حتى لو كنت لا تتفق معها. يقول الفيلسوف فولتير: أستطيع أن أقدّم روحي ثمنا كي تقول رأيك مع أني لا أتفق معه” أي نحن من هذا؟

لربما أننا لسنا متعوّدين بما فيه الكفاية أن نتقبّل وجهات النظر المختلفة أو حتى نتحاور ونستمع الى آراء جديدة لم نقرأها من قبل. إذا كنّا كذلك معناها يجب أن نعمل كثيرا من أجل الوصول إلى هذه النقطة، نقطة نجلس فيها على طاولة أستطيع فيها أن أقول وجهة نظري بكل صراحة وحريّة ويبقى دون أن نفقد الإحترام فقط لإننا قد نختلف. أتمنى ذلك الآن وغدا!، وللحديث بقيّة.

المصدرالكاتب للمركز الفلسطينى الأوروبى للإعلام
عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق