مقال للكاتب و الناشط الكندي ايفز انجلر
ترجمة و تحرير : فهد جبرين
مقدمة المترجم
لقد دأب الكاتب و الناشط الكندي أيفز أنجلر على تناول موضوعات تتعلق بالتضامن مع قضية نضال الشعب الفلسطيني لنبل حقوقه الوطنية العادلة في الكثير من المقالات و المؤلفات , و ركز الكاتب في هذا الاطار على دور اللوبي الصهيوني الكندي في التدخل الدائم لتوجيه الموقف الرسمي و الحكومي لكندا لصالح الدعم المطلق و غير المشروط لدولة الاحتلال الاسرئيلي , لتصل الى مستوى ملاحقة و تجريم اي مؤسسة او فرد كندي أو مقيم في كندا يمارس نشاطا داعما لفلسطين او مجرد مجاولة الاشارة الى جرائم هذا الكيان الاستعماري المحتل لدرجة ان الموقف الرسمي الكندي و عبر ممثيل الحكومة الكندية في داخل كندا او عبر سفاراتها في دول العالم المختلفة تمارس دورا مكملا لدور الاحتلال الاسرائيلي , و اصبحت هذه الصفة ملازمة للموقف الرسمي الكندي بغض النظر عن الحزب او الاحزاب الحاكمة في كندا
لنتابع ما قاله المؤلف في مقالته
واحدة من أكثر الحجج الخادعة التي قدمها المدافعون الكنديون عن الجرائم الإسرائيلية هي أن ما يحدث هنا حادث عرضي و غيرممنهج , فإذا كانوا يؤمنون حقا بهذه النظرية ، لماذا يسعون دائما الى محاربة الدعم للفلسطينيين؟
في الواقع ، إن الاستعمار الصهيوني / نضال تحرير فلسطين حديث متداول يوميًا في المكتبات والمدارس ووسائل الإعلام والدبلوماسية الكندية وأماكن أخرى. لكن القوى الساعية للعدل تواجه حركة معارضة قوية وممولة تمويلاً جيداً ومدعومة من الدولة وتستخدم كل أنواع الافتراء والخداع للدفاع عن نظام التفوق اليهودي في إسرائيل
.
بينما يتصرفون بخشونة ، يزعم أعضاء اللوبي الإسرائيلي أنه من العنصرية حتى الحديث عن أفعالهم. عندما غرد الصخفي دافيد ماستراتشي محرر(بساج) مؤخرًا أنه ينوي نأسيس “نشرة إخبارية مجانية تتعقب تأثير اللوبي الإسرائيلي على وسائل الإعلام الكندية” , أطلق نوح زاترمان ممثل ( نداء اليهود المتحد) في تورنتو، والزعيم السابق لرابطة الدفاع اليهودي مئير وينشتاين وآخرون , اطلقوا على نشرة ماستراتشي الأخبارية بالمناهضة للسامية حتى قبل نشراولى اصداراتها
يمكن أن تكون هذه الرسالة الإخبارية مساهمة مهمة. ففي حادثة ملفته للانتباه , اعتذرت مؤخرًا صحيفة مونتريال تحت ضغط من اللوبي الصهيوني الكندي بعد أن نشرت إعلانًا لمنظمة العفو الدولية يظهر فيه الصحفية الفلسطينية جانا جهاد ، البالغة من العمر 15 عامًا ، والتي استهدفتها القوات الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا. ،و قال نائب رئيس الصحيفة أدريان فول و المسؤول الأول للمبيعات المحلية ان إلاعلان لم يكن لينشر اساسا و ان نشره كان نتيجة مباشرة لخطأ بشري.
و أعلن ان فريق إعلانات المبيعات المحلية بالكامل في جميع أنحاء كندا سيشاركوا في جلسة تدريبية إلزامية يوم الخميس 9 كانون الأول (ديسمبر) لتعزيز عملياتنا ومعاييرنا “.
لقد كانت الرسالة التي تم ايصالها إلى موظفي الإعلانات في أكبر سلسلة صحف في كندا هي (على الأرجح) “خذ أموال منظمة العفو ولكن ليس إذا ذكروا الفلسطينيين
في إشارة إلى افتقار وسائل الاعلام الكامل للحيادية ، نشرت كل من صحيفة ناشونال بوست و صحيفة مونتريال
اعلانا على مساحة صفحة كاملة لصالح لجنة الشؤون السياسية اليهودية الكندية , حيث ينص الاعلان على ( يقوم المركز بتدريب كبار طلاب الجامعات الموالين لإسرائيل سياسيًا من جميع أنحاء كندا ليصبحوا الجيل القادم من القادة السياسيين”. و بشكل لا يصدق ، تم إدراج لجنة اللوبي الصهيوني الكندية كراعٍ رئيسي لـ حفل “ النبيذ الإسرائيلي والجبن الكندي” السنوي في مبنى البرلمان مع مركز الشؤون الإسرائيلية واليهودية “للاحتفال بقوة العلاقة بين كندا وإسرائيل”.
في أكتوبر ، أزالت صحيفة ( مابل ليف) قصة لجندي كندي خدم في ( اوب بروتس) , القوة التي تشرف على تدريب قوات الأمن الفلسطينية و تساعد على تسهيل المهمات الامنية لقوات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية
.
انتقدت لجنة حقوق الإنسان الكندية نشر مقال بقلم المقدم لين ماتيوسكي بعنوان “مبادرة فنية أحدثت فرقًا في فلسطين”. واشتكت اللجنة من أن القصة استخدمت كلمة “فلسطين” في عنوانها “على الرغم من أن السياسة الكندية الرسمية لا تعترف ب فلسطين “كدولة ” لأن الفلسطينيين لم يستوفوا متطلبات إقامة الدولة”. كما اشتكى المجلس من وصف الجندي الكندي للتاريخ الفلسطيني الحديث.
في 20 كانون الأول ، حظرت مؤسسة ( فصول انديجو) رسميًا نشر كتاب نساء الشرق الأوسط المذهلات: 25 قصة من العصور القديمة حتى يومنا هذا
. حيث اشتكى زمالة هاسبارا الكنديون من خريطة في الكتاب كتب عليها “فلسطين” أثناء مناقشة امرأة ولدت في الناصرة عام 1886.
هذه المؤسسة ( قصول انديجو ) يملكها زوجان أنفقا ما يزيد عن 100 مليون دولار لدعم غير الإسرائيليين الذين ينضمون إلى الجيش الإسرائيلي ، وتنشر في كتبها ان الضفة الغربية هي “يهودا والسامرة” و ينكرون الوجود الفلسطيني بشتى الطرق.
سعى الصهاينة إلى قمع الهوية الفلسطينية والنقاش عنها في أكبر نظام مدرسي في كندا. حيث تعرض مجلس مدارس مقاطعة تورونتو لضغوط شديدة لطرد المعلمين الذين يحترمون الفلسطينيين. وعندما نظم الطلاب في معهد مارك جارنو مسيرة الشهر الماضي للاحتجاج على العنصرية ضد الفلسطينيين داخل مدارس المقاطعة ، أعلن آفي بنلولو الرئيس السابق لأصدقاء مركز سايمون وايزنثال، في صحيفة ناشيونال بوست أن “مستقبلنا كأمة في خطر” إذا لم نقمع طلاب المدارس الثانوية الذين يحتجون على العنصرية ضد الفلسطينيين
.
على مستوى الحكومة الفيدرالية ، يقوم الدبلوماسيون الكنديون بكل أنواع التصريحات السخيفة لصالح السياسة الصهيونية. فقبل أسبوعين عبر مندوب كندا لدى السلطة الفلسطينية عن غضبه وانتقد محرر نشرة الانتفاضة الإلكترونية علي أبو نعمة لنشره على تويتر أن كندا “تسلح وتمول دولة الفصل العنصري لقتل الفلسطينيين وسرقة أراضيهم”. ورد روبن ويتلاوفر بالقول “نحن لا نسلح ولا نمول إسرائيل”.
بعد أن قدم أبو نيمة وآخرون دليلاً على قيام كندا “بتسليح وتمويل إسرائيل” ، قام الدبلوماسي الكندي بحجب موقع أبو نيمة على تويتر.
و من جهنها أشادت السفيرة الكندية الجديدة في إسرائيل ، ليزا ستادلباور مؤخرًا بهذا البلد لدعمها مبادرة كندية ضد الاعتقال التعسفي. في حين تناست 500 فلسطيني محتجزون دون تهمة أو محاكمة من قبل إسرائيل في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة اضافة الى أكثر من 4000 سجين سياسي فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
خلال الشهر الماضي ، وضع المسؤولون الكنديون أنفسهم ضد الغالبية العظمى من العالم في التصويت ضد عشرات قرارات الأمم المتحدة التي تدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية العادلة . لقد جاء تصويت كندا ضد هه القرارات لتعكس السياسة الكندية الرسمية على الحقيقي كما عبرت عنه وزيرة الخارجية ميلاني جولي ، “نحن نعارض أي مبادرة ، داخل الأمم المتحدة أوغيرها من المنتديات المتعددة الأطراف ، التي نرمي بشكل واضح الى
مجرد انتقاد إسرائيل “. اذن ما هي الدولة الأخرى التي يجب الاستشهاد بها لإنكار حقوق الفلسطينيين؟
على الرغم من حججهم السخيفة ، فإن أنصار الفصل العنصري الإسرائيلي يهيمنون على الثقافة السياسية الكندية وبالتالي يكسبون معظم المعارك ومع ذلك ، فإن قوى العدالة تحقق انتصارات في بعض المعارك وتزيد من قدرتها على المواجهة ,هذا الشهر رفضت كل من جامعة تورنتو والجمعية الكندية للمعلمين الجامعيين تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية. و ربطه بمعاداة الفلسطينيين, كما دعا تقريرمجلس مدارس مقاطعة انتوريو إلى توجيه اللوم إلى الشخصية الصهيونية ، ألكسندرا لولكا ، بسبب ترويجها لصور نمطية سلبية عن الفلسطينيين والمسلمين , كما تعرضت ممثلة كندا لدى السلطة الفلسطينية روبن ويتلاوفر للتشهير عبر الإنترنت لتصريحاتها السخيفة تعليقا على نشرة الناشط أبو نيمة.
حتى في اطارالحزب الليبرالي فام النائبين سلمى زيد وناثانيال إرسكين سميث مؤخراً برعاية التماسات برلمانية تدعم حقوق الفلسطينيين , وفي 22 كانون الأول ، أصدرت مسؤولة الشؤون الخارجية للحزب الوطني الديمقراطي هيذر ماكفرسون بيانًا حثت فيه الحكومة الفيدرالية على “إنهاء جميع أشكال التعاون التجاري والاقتصادي مع المستوطنات غير القانونية في إسرائيل وفلسطين
واختتمت بالقول: “من خلال عدم دعوة إسرائيل لوقف خرقها للقانون الدولي وانتهاك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ، فإن كندا تساهم في مضاعفة المشكلة بدل المساهمة في حلها”.
ان الخطوة الأولى هي المعرفة. بعد ذلك يأتي العمل. لهذا السبب يحاول المؤيدون لاسرائيل و اللوبي الصهيوني الكندي دائما إغلاق كل الانتقادات الموجهة لإسرائيل
كندا 29\04\2022
المترجم االكاتب فهد جبريل
