بقلم المهندس / أحمد منصور دغمش
إن الله أعطانا نعمة لم يعرف قيمتها البعض من العابثين بالإنسانية وإختصنا بأرض مباركة ذات مناخ معتدل وتربة طيبه لا نحتاج لبذل جهد كبير في زراعتها ووهبنا العقل الواسع القادر على التفريق بين الخطأ والصواب وفي أحيانآ كثيرة يستطيع العقل الفلسطيني أن يخترع ودائم التجديد والتطوير ووضع في صدورنا قلوبآ كبيرة لأبعد الحدود ناهيك عن السمات الحميده التي يتمتع بها شعبنا من بطولات وحب التضحيات والطيبة والرجولة التي لا تجزأ والكرم وعدم الخضوع والركوع لأي مخلوق على وجه الأرض ولم يقدر لنا أن نكون كشعب اليابان الذي ألقيت عليه قنبلتين نوويتين بالحرب العالمية الثانية على مدن “هيروشيما وناكازاكي” مما أدى لحرق الأخضر واليابس وما زال إنسانهم يعاني حتى يومنا هذا من آثار ذلك العدوان وطبيعتهم من أرض ومناخ لا يصلح للحياه حتى بعد مرور سبع عقود من الزمن ناهيك عن أن تلك البلاد “أي اليابان” تعيش على أسخن الصفائح الزلزالية ، وبرغم الإتفاق الجائر بعد الحرب العالمية الثانية الذي إشترطت فيه أمريكا وحلفائها بأن لا يحق لليابان أن تمتلك أسلحة ثقيلة ولا جيوشآ قوية ، وبرغم أن ديانة تلك البلاد هي”البوذية” إلا أنهم إستطاعوا أن يبنوا لمن تبقى من شعبهم ولأجيالهم القادمة إقتصادآ متينآ إعتمد في مجمله على العمل المشترك وحكمهم قانون المحبه والسلام ، وأجادوا العطاء وتم تنمية قدراتهم وتحفيزهم على التفكير والإختراع حتى أصبحت بلادهم تتمتع بأجود الصناعات وسمعتها ممتازة في كل المجالات ، أما نحن من نعيش في أرض الأمن والسلام دائمين تعليق فشلنا على شماعة الإحتلال ولا ننكر أنه يتحمل معظم معاناتنا ، لكن العيب أن نقوم بتأجير عقولنا ونفتت قدراتنا ولا نحترم قانون ودستور بلادنا وذهبنا لأبعد من ذلك حيث قام البعض بقتل أناس بدون وجه حق وذلك لم يحدث إلا في بلادآ نحن نتقدم عليها بقرون ونتفوق عليها بكل المستويات الإجتماعية والإقتصادية والعقائدية وتلاحم النسيج الشعبي ، لكن ما زالت الفرصة أمامنا ولا بد من إستثمارها خير إستثمار ولتكن مصلحة الوطن فوق كل المصالح وليسود القانون على الجميع دون محاباة لأحد مهما علا شأنه ومقامه وإنتمائه الحزبي يبقى صغيرآ جدآ أمام الوطن فلتتحد كل الطاقات والقدرات والعقول والقلوب والأيدي والأحاسيس من أجل أن نبني لأجيالنا وطنآ قادرآ على الحياة وأن نصنع لنا ولهم ولمن يأتي بعدنا وبعدهم حياة السلام والأمن والطمأنينه ولتستدعي كل الطاقات البشرية و رؤوس الأموال الفلسطينية المشتتة في معظم بقاع الأرض لتعمل داخل حدود بلادها ويكون ذلك بمثابة ضريبة يؤديها الإنسان عن طيب خاطر أو غير ذلك إسوة بالتجربة الكورية ..
فلنرحم أنفسنا قبل أن نطلب الرحمه من غيرنا وليبدأ كل شخص بنفسه ولنتفائل دومآ خيرآ بالغد الذي نتمناه ونعمل من أجل أن يكون مشرقآ من أجل أبنائنا وأحفادنا وأحفادهم ، فإذا فرضنا قانون المحبة والسلام وعدم إقصاء الغير وعدم الإستهانة بأي قدره من قدرات أبناء شعبنا سنستطيع أن نبني وطنآ نفخر به ولنعلم بأن الفخر يُقاس في هذا الزمن بمدى ثقافة الشعوب وقوة الإقتصاد تُبنى على قاعدة الأمن والأمان وكل ذلك يتم بنائه من خلال قانون قوي وأخلاق المجتمع التي يجب أن نتحلى بها ولو مرغمين ومن هنا نطلق دعوة للحياة والجميع مدعو للمشاركة في هذه الحملة خاصة المثقفين ومن يسمون بصفوة المجتمع وبطاقات مشحونة من الإنتماء للوطن وبالأليات المتاحه التي يتم تطويرها فيما بعد ولا ينتظر أحدآ أن تمطر عليه السماء ذهبآ أو فضه أو تأتي ملائكة تصلح ما يخربه البشر لأنه لا يوجد في هذا الزمن معجزات إلا من صناعة الإنسان وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر الإتكال على الغير والإستهتار بالنفس تأتي الهزائم التي هي بعيده عن ثقافة معظم فئات شعبنا المعتاد على الإنتصارات والإنجازات ، وليخرج من الصف الوطني كل المتسلقين وتجار الحروب ولينبذهم شعبنا البطل حتى يتسنى لنا أن نبني لنا وطنآ نستظل بعلمه ونأمن داخل حدوده ويمشي الإنسان في شوارع الوطن دون أن يخشى إلا الله وأن ينام الناس داخل بيوتهم أو في أي مكان قانوني دون أن يقفلوا أبوابهم وساعتها ستذوقون طعم الحياه الجميلة التي هي هبة من رب الكون ، لكن الدمار والخراب من صناعة الإنسان وليكن قانوننا ” وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين “..
رحم الله شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم رمز عزتنا وكرامتنا أبوعمار والشفاء العاجل والكامل لجرحانا البواسل والحرية القريبة للوطن ولأسرى الحرية والعودة العاجلة لديارنا وأهلنا والعهد هو العهد والقسم هوالقسم .
وآخــــــر دعوانـــــــا أن الحمــــــدلله رب العالمـــــــين …