جمعية «بيت الشرق» في السويد تمد جسور التواصل مع الوطن الأم

16 مارس 2022آخر تحديث :
جمعية «بيت الشرق» في السويد تمد جسور التواصل مع الوطن الأم

عن صحيفة القدس العربي “لندن”

تعد جمعية «بيت الشرق» في العاصمة السويدية ستوكهولم، مركزاً ثقافيا توعوياً لأبناء الجاليات العربية من مختلف الدول التي قدمت منها إلى السويد، من خلال عملها على الحفاظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وتقوم الجمعية التي تأسست عام 2020 – غير ربحية، بتنظيم فعاليات متنوعة وتعمل على تعزيز العمل العربي المشترك بين الجاليات والمؤسسات العربية في هذا البلد، كما يشير لذلك مديرها فيكتور سماعنة، والذي يرى بأن وجود ممثلين عن الجاليات العربية من العراق إلى دول المغرب العربي داخلها من شأنه تعزيز وتقوية الأسس التي تشكلت عليها الجمعية والتي تهدف إلى المساهمة في تطوير اللغة العربية من خلال مركز خاص بها، وتنظيم دورات في الموسيقى والأنشطة الرياضية للكبار والصغار، وإنشاء مكتبة عربية ثرية تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية والتاريخية، إضافة إلى العمل على زيادة الوعي والمعرفة بالقوانين والقيم السويدية من أجل تسهيل عملية الاندماج داخل المجتمع الجديد.

يقول فيكتور سماعنة: الجمعية تعمل على رفع الوعي القانوني والسياسي، وتشجيع المنظمات العربية على الانخراط في الحياة السياسية.

وتعمل الجمعية كذلك على رفع الوعي القانوني والسياسي لدى أعضائها وأبناء الجالية، وتشجيع المنظمات العربية في المجتمع على الانخراط في الحياة السياسية إضافة إلى لفت أنظار الساسة وأصحاب القرار في السويد إلى أهمية هذه الجالية التي يقدر تعدادها بحوالي 750 ألف نسمة حسب سماعنة.

مركز تعليم اللغة العربية

نجحت الجمعية في فتح مركز خاص بتعليم اللغة العربية، ورؤيتها في ذلك المساهمة في إعداد جيل متعدد الثقافات فعال في مجتمعه السويدي ويمد جسور التواصل مع الوطن الأم، كما تقول عريب قمحاوي المديرة التربوية لمركز تعليم اللغة العربية في «بيت الشرق». وتشير قمحاوي إلى أن هذا المشروع يخدم الجالية العربية في السويد وخاصة الأجيال الثانية والثالثة في مساعدتهم على تطوير اللغة العربية، خاصة أنهم يعيشون في محيط وبيئة لغتها تختلف عن اللغة العربية، وتساعدهم على تعزيز الانتماء وتحقيق الهوية الذاتية التي تعين على الاندماج في مجتمعهم الجديد. و«بذلك نساهم في إعداد جيل متعدد اللغات والثقافات».

تقول عريب قمحاوي: نساهم في إعداد جيل متعدد اللغات والثقافات

وتؤكد قمحاوي أن فعاليات «بيت الشرق» تعزز العمل العربي المشترك بين الجاليات والمؤسسات العربية، وتعمل كذلك على الحفاظ على الانتماء والثقافة العربية وإحياء المناسبات العربية والسويدية مما يرسخ الاتصال والتعاون بين الجميع.
وتشير إلى أن موضوع دمج الثقافات مهم جدا وذلك لحل مشكلة البحث عن الانتماء والضياع، والوصول إلى حالة الشعور بالانتماء لثقافتين أو أكثر بكل ثقة وقوة شخصية، وهذا من أهم أهداف الاندماج. وإن أبحاثا كثيرة أثبتت أن تعزيز الانتماء وتطوير اللغة الأم والحفاظ على الثقافة العربية تساعد على تعلم اللغة السويدية وتفهم الثقافة السويدية بشكل أفضل. كما «يساهم بيت الشرق في عملية الدمج في الدورات التي ننظمها للأعضاء وأهالي المركز لتعلم اللغة السويدية وشرح الثقافة السويدية خاصة المبادئ الأساسية في المجتمع مثل تربية الأطفال ومفهوم الديمقراطية».

العمل الجماعي المؤسسي إثراء للثقافات

في الجمعية أعضاء يمثلون 11 جالية عربية من الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا بحسب القائمين عليها، وهذا إثراء فريد ومتنوع لثقافات تلك الجاليات يصب في بوتقة الاندماج مع ثقافة السويد، كما يصف ذلك عبدالرؤوف مهري رئيس التجمع المغربي في السويد مضيفاً «ان ارتباطي ببيت الشرق، كعضو هو العمل المؤسسي المميز، أو ما يسمى ثقاقة العمل الجماعي الذي ينظم الأنشطة والبرامج داخل بيت الشرق، وضمان وجود علاقات إيجابية بين الأعضاء وكيفية الإرتقاء ببيت الشرق في المجتمع السويدي.عبدالرؤوف مهري: عملنا الجماعي إثراء فريد ومتنوع لثقافات الجاليات العربية يصب في بوتقة الاندماج مع ثقافة السويد

اليوم مؤسسة بيت الشرق يمكن أن تلعب دوراً محورياً في التنمية الاجتماعية والثقافية الأصيلة مع شركاء المجتمع المدني وخلق فرص للحوار وتبادل الاقتراحات والتوصيات في مجال الحريات والديمقراطية والحقوق والمشاركة الفاعلة للمرأة والأسرة والشباب.
كما ان مستقبل مؤسسة بيت الشرق رهين بمدى تطور وملائمة آليات العمل والبرامج والأنشطة المعتمدة، وكذلك بمدى انفتاحها وتفاعلها مع مكونات المجتمع المدني السويدي، وأن تكون واعية وعلى علم بما يجري في محيطها».

الأهداف المستقبلية لبيت الشرق

بعد العاصمة ستوكهولم تم افتتاح فرع آخر للجمعية في مدينة مالمو ثالث أكبر المدن السويدية ومعقل الجاليات العربية أيضا. ويرى سماعنة انهم سائرون في طريق التوسع على الصعيدين الأفقي والعمودي لبيت الشرق من حيث فتح فروع له في المدن السويدية الأخرى وكذلك تنويع الأنشطة والفعاليات التي تنظم خلال هذه الفروع خدمة لأبناء الجاليات العربية. إضافة إلى الدفع باتجاه خلق جالية عربية قوية متماسكة ومنظمة تعمل على جميع الأصعدة (الاندماج، الطفل، المرأة، المسنين…) ويكون لهذه الجاليات ثقل سياسي في البلد من خلال الانخراط في الأحزاب السياسية والوصول إلى مراكز صنع القرار وبذلك يمكن الوصول إلى مرحلة التأثير في القوانين بما ينسجم مع خصوصياتنا العرقية والثقافية، حسب سماعنة الذي يؤكد أيضا أن من أهداف البيت في المرحلة المقبلة إنشاء قسم خاص للاستشارات القانونية وفتح دورات تدريبية للعوائل العربية في أساليب تربية الأطفال بما ينسجم مع القوانين السويدية لتسهيل عملية الاندماج الإيجابي في المجتمع.
وأخيرا يقول فيكتور سماعنة «إن من أهم أولوياتنا في المرحلة المقبلة بعد مركز تعليم اللغة العربية، هو إنشاء دور رعاية للمسنين على نطاق واسع توفر لنزلائها بيئة موازية للبيئات العربية في البلاد الأم كي يستطيع النزيل التكيف فيها بشكل أقرب إلى عاداته وثقافاته وطعامه ويحصل بذلك على منزل بديل عن دور الرعاية التابعة للدولة التي تفتقر إلى تلك الخصوصية».

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق