كنا دائما نفتخر بقادتنا ورموزنا، ونعمل الجهد الوفير لحمايتهم، باعتبارهم النخبة والقادة، الذين يمتلكون من القدرة على العطاء اكثر من غيرهم نسبيا، ولاننا بحاجة الى قاماتهم النضالية، هكذا تعلمنا، وتربينا، في مدرسة الثورة. لكن شتان بين من يريد ان تستمر الثورة،ويصبح قائدا ميدانيا، رصيده ثقة ومحبة ابناء شعبه، وبين من يريد سلطة وهمية، بين من يريد كنس الاحتلال، وبين من يريد ان يتعايش معه، ويعيش على فضلاته، فيصبح عبدا له. جمال ابو الليل كان من الصنف الاول، وكانت فلسطين والقدس وكل ما يتعلق بهما، يفتخرون به. لانهم همه ووجع قلبه. كان قمرا يسطع في سماء القدس، وزيتونه في ارضها، وبطلا في ساحاتها وشوارعها وازقتها، وكان مصدر قلق لابناء الثابت المقدس التنسيق الامني. كان يبحث عن حرية الوطن، وطهارة مقدساته. هم كانوا يبحثون عن امتيازات، ليس داخل الوطن، لانهم لا يؤمنون به، بل داخل اجهزة السلطة، الطريق الاسهل للوصول الى اسياد الاحتلال. لذا تغيرت كل المفاهيم والقيم لديهم، باعوا تاريخهم، باعوا نضالً كان سطورا ساطعة في حياتهم، باعوا الماضي المشرف، لاجل حاضر مغر، ومستقبل مبني على الباطل. لا تحلم في معتقلك، انهم سيطالبون بك، وان عضويتك في المجلس الثوري تشكل حصانة لك، اليوم الحصانة هي مدى ارتباطك بالاحتلال والتنسيق معه، لان الاحتلال حاجة والتنسيق ضرورة، هكذا هي مفاهيمهم الجديدة، هذه قيمهم التي يجاهرون بها، وانها مستمرة كل ثانية. حتى الدم الاسرائيلي اصبح مقدساً لديهم، كما الدم الفلسطيني مقدس لدينا. لا ابالغ في الوصف، ولا اوزع اتهامات، انما اقرأ ماض وحاضر، لنا في القائد البرغوثي مثالا، وفي زميلك فؤاد الشوبكي مثالا اخرا، كل تهمتهم انهم قاوموا الاحتلال مثلك، ولانهم كانوا مع رمزثوري، قائد فذ اسمه الرئيس ياسر عرفات، كان يدرك اي لغة يفهمها الاحتلال، ومتى يكون (سلام الشجعان) وغصن الزيتون، ومتى تكون المقاومة المبدعة. اليوم عادت القدس، وشوارعها العتيقة، والخليل وبيت لحم وجنين ومدن اخرى، ومخيماتنا في بقايا الوطن، تنتشق رائحة النضال العرفاتي، تناضل وتبدع لكنس الاحتلال، وحماية المقدسات، وانتزاع الحرية والاستقلال، وكنت في حضورك نبراسا لشبيبة، لم تر املا، سوى في امثالك، من يجيدون صناعة التاريخ، وتحريك الحاضر لغد افضل. اقلقتم، شراكتهم الامنية، كشفتم زيف خداعهم وكذبهم، وهم الذين عجزوا عن ترجمة قرارت المجلس المركزي والهيئات الاخرى بوقف التنسيق، واكتفوا بسمفونية يعزفون عليها، حتى مل الجمهور منهم، معزوفة سوف وسندرس وسنعمل الخ…. نحن من نؤمن مثلك، نحن فقط المعنيين، بالدفاع عنكم، وعن كل الاسرى، الذي اصبحوا في ملف النسيان، ولم يعدوا ثابتا من الثوابت لديهم وليس لدينا. نحن الاجدر والافضل والاحرص والاحق بالدفاع عنكم، لاننا لم نرفع الراية البيضاء لاجل مركز اونفوذ، بل رفعنا الوان علمنا الفلسطيني لاجل الحرية والاستقلال. جمال ابو الليل، انت قمر ليلنا وجماله، انت ورفاقك خلف القضبان تمثلون النجوم في سماء الحرية والاستقلال، لن نكون مثلهم، بل سنكون مثلكم قامات في وطن يحتاج الى قادته الحقيقيين في الميدان، والساحات، وازقة القدس وشوارعها العتيقة، وليس في الغرف السوداء المظلمة. احسان الجمل
جمال ليلك قمرنا……. كتب إحسان الجمل
