ما يبدو في الصورة ليس “سريرا” ملكيا فاخرا، ولا يوجد في أفخر الفنادق أو القصور الملكية، لجنه في حقيقة الأمر مقبرة ملكية كانت تحفة عصرها، تم تصمصمها في 1947، وبتكلفة عالية تقارب 300 ألف دولار بقيمة الآن.
المقبرة تم تصميمها من أندر أنواع الرخام في تاريخه، ومن تصميم الفنان الإيطالي “جابريلي دونتيليه”، للأميرة “شويكار” حفيدة إبراهيم باشا، نجل “محمد علي” رائد النهضة المصرية الحديثة، والزوجة الأولى للملك فؤاد.
صممت المقبرة لتكون على شكل سرير، مفروش بملاية وموضوع عليه ورد ومخدات كلها من الرخام الإيطالي، وذلك في مدافن الإمام الشافعي، بمنطقة “حوش أفندينا”.
وكان حوش أفندينا قد تم تصميمه ليكون مدفن للعائلة العلوية الذى اختاره محمد على باشا فى بدايات القرن التاسع عشر والذى يدفن به معظم أفراد العائلة العلوية وجاءت التصميمات للمقابر لتكون غاية في الروعة والفن حيث قام بتصمصمها كبار الفنانين الأوربين.
أما عن صاحبة المقبرة فهي الأميرة شويكار (1868 – 17 فبراير 1947)، ابنة الامير إبراهيم فهمي باشا ووالدتها الاميرة نجوان حفيدة أحمد رفعت باشا الابن الاكبر لابراهيم باشا ابن محمد علي باشا، وهى الزوجة الأولى للأمير أحمد فؤاد ابن الخديوي إسماعيل (الملك فؤاد بعد ذلك)، وأنجبت منه الأمير إسماعيل ولكنه مات قبل أن يبلغ سنة من عمره ، كما أنجبت له الأميرة فوقية.
و بعد طلاقها من الأمير فؤاد تزوجت من الأمير إلهامى حسين باشا ثم سيف اللة باشا يسري وأنجبت البرنس «وحيد يسري» ومحمد وحيد الدين و«لطيفة» التي تزوجت من أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق ولكنها طلقت منه بسبب الملكة نازلي. وكانت شويكار تحب الملك فاروق كثيرًا لأنها كان باعتقادها إنه كان يجب أن يكون ابنها.
وكانت شويكار أو كما يطلقون عليها “شيوه كار” سيدة مجتمع من الطراز الاول ـ لها العديد من الاعمال الخيرية وترأست جمعية مبرة محمد على مدى الحياة وكانت رئيس شرف لمؤسسة مدينة فاروق الأول الجامعية ـ انشأت جريدة نسائية عام 1945 باسم المرأة الجديدة ـ وكانت تستقبل العديد من الشخصيات الهامة في قصرها ـ يوم الأحد من كل اسبوع ـ فيما عرف باسم صالون الأحد وكانت تقيم حفلتين سنويا الاولي في راس السنة الميلادية والثانية 11 فبراير عيد ميلاد الملك فاروق.
حصلت الراحلة على الوشاح الأكبر من نيشان الشفقات من السسلطان مراد الرابع كما تعد – وقت وفاتها – واحدة من ست سيدات تحملن نيشان الليجيون دونير من درجة كومندور .
بني قصر الاميرة شويكار علي باشا جلال في اوائل القرن العشرين بين 1900 و1907 علي الطراز الفرنسي الإيطالي وقد اشترته الحكومة المصرية في عصرالملك فاروق من صاحبته الاميرة شويكار لتجعله مقرا لمجلس الوزراء.