تصبحين على وطن يا شرين!… بشار القيشاوي

19 مايو 2022آخر تحديث :
تصبحين على وطن يا شرين!… بشار القيشاوي

تصبحين على وطن يا شرين!

بشار القيشاوي

يا من كنت أيقونة في فضح جرائم الغاصبين، وظنوا أنهم بقتلك سيخمدون أصوات الغاضبين، فجعلوا منك أسطورة حية وخالدة في ذاكرة شعب لا ينسى، شعب الجبارين!
حاولوا بقتلك أن يسكتوا صوتك، وأن يمسحوا اسمك، فصدح شعب كامل باسمك من النهر إلى البحر. حاولوا أن يقلقوا سباتك، وأن ينتهكوا حرمة جنازتك، وأن يغتالوك مجددا، وأنت في التابوت جثة هامدة، فانتفض شعب يأبى الذل والخنوع والخضوع، وهب لتشييع جثمانك المغدور في أطول جنازة عرفها تاريخ فلسطين، منغصا عليهم أحلامهم، ومبددا آمالهم، ومشتتا أفكارهم، ومقوضا حساباتهم، وجاعلا كيدهم في نحورهم…
فلم ينالوا منك حية، وانتصرت عليهم وأنت ميتة!
ارقدي بسلام في أحضان أرض تمنح الحياة لمن يضحي من أجلها، ولمن يقبل على الموت في سبيلها!
نامي بسلام يا شرين بين ثنايا ثرى روي بدم الأنبياء والشهداء، لينبت التين والزيتون، مفعم براحة البرتقال والليمون!
نامي يا شرين وقري عينا، فلا نامت أعين الجبناء!

وأقول ختاما: هيهات، هيهات… وعذرا يا محمود درويش، فنحن فداء لهذه الأرض يحلو لنا الممات، وإن كان يوجد عليها ما يستحق الحياة!

وتصبحون جميعا على وطن!

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق