من واشنطن الى الدنمارك وبرلين ومن المغرب وتل أبيب وصولاً الى باريس
تعرضت فى السابق المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وعدد من كبار المسؤولين والقادة فى الاتحاد الأوروبى مع بدايات صيف العام الحالى 2021 الى التجسس على هواتفهم النقالة، وكشفت المصادر الصحفية فى حينها تورط الأستخبارات الدنماركية كوسيط لدى إحدى الأجهزة الاستخبارتية فى الولايات المتحدة الامريكية.
اليوم أُعلن عن فضائح جديدة واسعة شملت الملك المغربي وزوجته ومقربين منه اذ كانوا على قائمة المستهدفين.
وكانت الحكومة المغربية في وقت سابق نفت استخدام برنامج ” بيغاسوس” أو نوت التجسسى على الصحفيين وشخصيات عامة، ووصفت اتهامات منظمة فوربيدن ستوريز بـ ” الإدعاءات الزائفة”.
إلا أن ملك المغرب محمد السادس وزوجته وابنتيهما وأخيه ومستثمر مزرعته والصهر السابق للحسن الثانى ومقربين منه هم “على قائمة الأهداف المحتملة” لبرنامج “بيغاسوس”، بحسب وحدة التحقيق في إذاعة فرنسا، التي كشفت الفضيحة. وذكرت الإذاعة “أن رقم هاتف الملك من الأرقام التي تم تحديدها كأهداف محتملة لبرنامج بيغاسوس بالاضافة إلى رقم أخته وابنته (ابنة أخت الملك محمد السادس)، بالإضافة إلى مهندسين معماريين فرنسيين مقيمين في الرباط كانا يعملان حينها في موقع بناء قصر بوزي كورسو.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هاتف الرئيس العراقي برهم صالح كان على قائمة تضم 50 ألف رقم اختيروا من أجل احتمال استهدافهم بالمراقبة في قضية برنامج التجسس بيغاسوس.
استهداف الرئيس الفرنسى ماكرون وأعضاء فى حكومته
كذلك قلب اوروبا والمستهدف هو هاتف الرئيس الفرنسى ماكرون وصولا بالتجسس على احدى الشركات الإسرائيلية.
وقد أفاد مدير منظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية، لوران ريشار، أن ارقام هواتف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء في حكومته كانت على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج “بيغاسوس”، الذي استخدمته بعض الدول للتجسس على نشطاء وصحفيين وشخصيات عامة، وفق صحيفة لوموند الفرنسية التى نشرت هذه المعلومات.
وعلقت الحكومة الفرنسية لدى سؤالها من قبل وكالة فرانس برس: ” اذا تبين صحة هذه الوقائع فهى بالتأكيد بالغة الخطوة”.
فى ضوء هذا فتح مكتب المدعي العام في باريس أمس الثلاثاء تحقيقاً في سلسلة هذه الشكاوى والمزاعم من الجرائم المحتملة المتعلقة بالتجسس الإلكتروني.
كيف يتجسس البرنامج الإسرائيلى “بيغاسوس”على الهواتف؟
يعتقد الباحثون أن الإصدارات المبكرة من برنامج القرصنة التي كشفت لأول مرة عام 2016، استخدمت رسائل نصية مفخخة لتثبيتها على هواتف المستهدفين.
ويجب أن ينقر المستهدف على الرابط الذي وصله في الرسالة حتى يتم تحميل برنامج التجسس، لكن لذلك حدا في فرص التثبيت الناجح لاسيما مع تزايد حذر مستخدمي الهواتف من النقر على الروابط المشبوهة.
خلافا لذلك، استغلت الإصدارات الأحدث من “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو غروب” الإسرائيلية ثغرات في تطبيقات الهواتف النقالة واسعة الانتشار.
ففي عام 2019، رفع تطبيق المراسلة “واتس آب” دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات المعروفة بـ”ثغرة يوم الصفر” في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس على نحو 1400 هاتف.
وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر “واتس آب”، يمكن أن ينزل “بيغاسوس” سرا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة.
وورد في الآونة الأخيرة أن “بيغاسوس” استغل ثغرة في تطبيق “آي ميساج” الذي طورته شركة “آبل”، ومن المحتمل أن ذلك منحها إمكان الوصول تلقائيا إلى مليار جهاز “آي فون” قيد الاستخدام حاليا.
ماذا يفعل البرنامج إثر تنزيله؟
يشرح أستاذ الأمن الإلكتروني في جامعة University of Surrey في المملكة المتحدة آلان وودوارد، أن “بيغاسوس” هو على الأرجح إحدى أكثر أدوات الوصول عن بعد كفاءة”.
وقال: “فكر في الأمر كما لو أنك وضعت هاتفك بين يدي شخص آخر، يمكن استخدام البرنامج للاطلاع على رسائل الهاتف والبريد الإلكتروني للضحايا، وإلقاء نظرة على الصور التي التقطوها، والتنصت على مكالماتهم، وتتبع موقعهم وحتى تصويرهم عبر كاميرات هواتفهم”.
ويؤكد الباحث أن مطوري “بيغاسوس” صاروا “أفضل مع الوقت في إخفاء” كل آثار البرنامج، ما يجعل من الصعب تأكيد إن كان هاتف معين قد تعرض للاختراق أم لا، لذلك لا يزال من غير الواضح عدد الأشخاص الذين تم اختراق أجهزتهم، رغم أن أحدث التقارير الإعلامية تقول إن هناك أكثر من 50 ألف رقم هاتف في بنك أهداف زبائن الشركة الإسرائيلية.
من جهته، قال مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، إحدى المنظمات التي تحقق في “بيغاسوس” إنه وجد آثار هجمات ناجحة على أجهزة “آي فون” جرى أحدثها هذا الشهر.
هل يمكن التخلص من البرنامج؟
نظرا للصعوبة البالغة في معرفة ما إذا كان هاتفك يحمل البرنامج الخبيث، فإنه يصعب أيضا أن تعرف بشكل قاطع إن تمت إزالته، حيث يثبت “بيغاسوس” نفسه على أحد المكونات الصلبة للهاتف أو في ذاكرته، اعتمادا على الإصدار. فإذا تم تخزينه في الذاكرة، فإن إعادة تشغيل الهاتف يمكن أن تمحوه نظريا، لذلك يوصى الأشخاص المعرضون لخطر الاستهداف مثل رواد الأعمال والسياسيين بإغلاق أجهزتهم وإعادة تشغيلها بشكل منتظم.
وفي هذا السياق أفاد وودوارد بأنه “يبدو الأمر مبالغا فيه بالنسبة لكثيرين.. يمكن اللجوء إلى برامج لمكافحة الفيروسات متوفرة لأجهزة الجوال”.
وتابع: “إذا كنت مهددا، فربما عليك تثبيت بعض برامج مكافحة الفيروسات على هاتفك”.
وكشف تحقيق استقصائي نشر يوم الأحد، أن “نشطاء وصحفيين وسياسيين حول العالم استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة NSO الإسرائيلية”.
وأفاد التحقيق بأنه “يتم استخدام برامج ضارة من الدرجة العسكرية من مجموعة NSO ومقرها إسرائيل للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين”.
ويقول اتحاد 17 وهى مؤسسة إخبارية، إنه “حدد أكثر من ألف فرد في 50 دولة اختارهم عملاء “إن إس أو” منذ 2016 للمراقبة المحتملة، بينهم قرابة 200 صحفي”.