ايام زمان
ايام زمان
كنا كثيرا ما نسهر على ضي القنديل خارج السقيفه في ليالي الحصاد الجميله حين تهجر الناس بيوتها في القريه
وتحمل كل مستلزمات الحياه البسيطه من فراش واغطيه والوسائد وسجاجيد للصلاه
والجرار واباريق الماء والقناديل والكبريت لاشعال نار الموقده كانوا يخرجون جماعات ويلحقون بالركب فرادا
يرددون الاغاني والاهازيج الجميله
يحطون الرحال عند الوصول
ويقمن النساء بترتيب العزبه او السقيفه وعندما يحل المساء والليل بعيد صلاه العشاء كثيرا ما كنا نسهر على ضي القنديل خارج السقيفه في ليالي الحصاد اللتي لا تنسى .كنا نوقد النار في الموقده لعمل الشاي او شوي الكستنه حيث نتناول الشاي مع منقوشه زيت وزعتر ونادرا ما نتناول قطع من
الجبن وشرحات من بندورة الكرم مع خبز طابون طازج
كنا نرقب النجوم ونجري تحت ضوء القمر ليل مايكون بدرا نتسابق الى نبع الماء في بطن الوادي لنملئ الاباريق
والجرار
نعود الى السقيفه كي نستمع الى أحاديث الكبار رحمهم الله وكلنا آذان صاغيه وهم يقصون علينا قصص عن عنتره وابو زيد الهلالي وسالم الزير وقصص أخرى يريدون بذالك ان يعرفوننا على أمجاد
ماضينا وبطولات كي نتغنى بها امام أولادنا في المستقبل
ثم يعرجون على بطولات اهل البلاد مثل فريد العسعس وابو ابراهيم الكبير من ثوار ١٩٣٦ يوم كانوا يقارعون بقياده الحاج امين الحسيني ورفاقه في السلاح الاحتلال الانجليزي وغيرهم الكثير ممن قضوا في سبيل الوطن من شمال البلاد وحتى جنوبها تغمدهم الله بواسع رحمته كنا نستمع ولا نرى على الواقع من اي انتصار
بل عرفونا ان الانجليز تآمروا
علينا وادخلوا بني صهيون تحت جنح الظلام وبهذا فقدنا
كل شيء البلاد والسقيفه
واصبحنا بلا وطن منذ ذالك التاريخ وبلا هويه
حكايات وقصص قصت علينا
ايام زمان
د زكريا عيسى
