الوفاء لا يتجزأ

7 فبراير 2022آخر تحديث :
الوفاء لا يتجزأ

كبير إستشاري أمراض القلب في المستشفى الملكي بلندن .
الدكتور الشهير ضياء كمال الدين
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للقاهرة بعد غياب دام اكثر من 15 عام .
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف .
اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما .
تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه .
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد
عندما نودي على الدكتور لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى قام من مكانه ، لكنه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع .
اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها
رد عليه البائع قائلاً :
ارجوك اتركني اتوسل اليك اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟
رد عليه الدكتور بصوت مخنوق :
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك تعال معي لندخل القاعة ارجوك .
ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة … تخلى البائع عن الـمـöـ.ـاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له :
مابك يا ابني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول :
انتَ ما عرفتني يا استاذ “خليل “؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر .
فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك “ضياء كمال الدين” في الاعدادية المركزية .
هل تذكرتني . لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .
نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور :
هؤلاء هم من يستحقون التكريم … والله ما ضياعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم … وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية .
انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية
قصة حقيقية ..تصوير واقعي .

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق