“اللاجئون الفلسطينيون”
مقال للأخ زياد الصرفندي رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمحافظة رفح سابقا
بعد أربع وسبعون عام من النكبة………..
كانت بداية مفجحة وكارثة إنسانية واحداث انحدرت فيها الحياة الإنسانية وكم كان صعبا أن يحفظ اللاجئ كرامته واحترام ذاته .لم تكن كما سمعتها من الأجداد والاباء وكبار رجالات ونساء المخيم ونحن في أعمار الزهور. وليس كما حاولت الميديا المرئية تسجيلها وإنتاج افلام ومسلسلات لها واهمها في تقديري التغريبه الفلسطينية للمخرج المرحوم المبدع حاتم العلي …اعتقد انها ربما كانت أكثر حده وقسوة ولربما خلقت حياة وسلوك ومفاهيم أخري وطبقة اجتماعية أخري خارجة عن نطاق التصنيف الطبقي وفق الملكية لؤسائل الإنتاج حسب ما وضعة ماركس …أنتجت اللاجئين في مساحات محدودة ومغلقة وبإمكانيات الحد الأدنى وربما أقل للحياة في قاع هرم ماسلو للحاجات .فلا الماؤي انساني ولا الطعام يكفي ولا مساحات للاختيار في النوع والكمية …كارثة مليون لاجئ شعب بأكمله مطرود بقوة السلاح والتآمر الدولي والخيانة من أرضه .تهجير الناس من القري والمدن الي أقصي مدي ممكن وضاربين بعرض الحائط خط التقسيم 181والذي اعترفت فيه اسرائيل ولم تعارضه وكان شرط قبولها في عضوية هئية الامم ….اللاجئون من ذاك الجيل الأول والذي ربما لم يتبقي منه سوي القليل علي الرغم من ازدياد ذريتهم الي مايزيد عن الستة ملايين تقريبا مسجلين ضمن وكالة الغوث وربما أكثر من 3 مليون خارج التسجيلات.لم ينتهي جيل الهجرة ولم تنتهي اثار النكبة بل مازلت وتعمقت أكثر وتجذرت أكثر لأجيال تعيش النكبة وبظروف أقل حدة وقسوة في الحياة الإنسانية …لكن جذر المشكلة مازالت الكرامة والحرية والملكية الخاصة المتوارثة للأجيال من الأرض والذاكرة والثراث ومعاناة اللجوء مازلت في قبضة الاستعمار الصهيوني ..مابعد الأربع والسبعون عام …القضية ماثلة وحاضرة في ذاكرة ووعي اللاجئين ومازلت الإغاثة وان تقلصت كثيرا وهي الشكل الأبرز من النكبة 48 ولايخفي علينا ماتتعرض له الانروا من تهديد وجودي ببقائها ليكتمل مسلسل التآمر الدولي بطئ مشكلة اللاجئين بشطب الانروا كونها شاهد مهم ودولي والتي تعني أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤلية الأخلاقية والإنسانية والقانونية اتجاه النكبة فلسطين واللاجئين الفلسطينين … والركن الآخر المهم في موضوعة اللاجئين القرار الأممي 194والخاص بعودة اللاجئين وتعويضهم والذي يتم التأكيد عليه سنويا في انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة … رغم أنه لم ينفد بعد أربع وسبعون عام مما يعني استمرار في سياسة التخاذل الدولي وازدواجية المعايير الدولية اتجاه اللاجئين الفلسطينين … أما الركن الآخر من قضية اللاجئين فهو المخيم الشاهد الحي والذي ارتبط المسمي بالفلسطينيين والمحاولات المستمرة لإنهاء وجوده وإفراغ وجود الانروا ومسؤولياتها اتجاه المخيم بولايتها الإدارية والقانونية والخدماتية …. نهاية اعتقد ان قضية اللاجئين منذ نشؤءها وارتباط حضورها وكوارث تداعياتها ارتبط بالمجتمع الدولي وقراراته بالتقسيم والهدنه ودولة الكيان و بماقامت به وفق ارشيف اسرائيل عمليات عسكرية ومجازر وأساليب ارهارب….لذلك أعتقد أن تدويل الوعي بحق العودة وتحميل المجتمع الدولي بتطبيقه للاجئيين الفلسطينين أساس بداية الإنصاف ونهاية للظلم التاريخي لشعب فلسطين وذلك يتطلب نضال شعبي ورسمي في كل المحافل الرسمية والتجمعات الشعبية الأوربية والأمريكية لتكن قضية العودة مدخل أساس لسلام عادل وشامل في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار الأممي 194….
بقلم..أ. زياد الصرفندي باحث ومختص بشؤون اللاجئين الفلسطينين.