رحلت عن دنيانا في القاهرة الفنانة التشكيلية الفلسطينية لطيفة يوسف، بعد صراع طويل مع المرض، حيث نعاها الروائي والقيادي الفلسطيني مروان عبد العال، بقوله: “لطيفة يوسف، الإنسانة المرهفة والمبدعة والمناضلة والمخلصة والصديقة والرفيقة “غصباً عن الكل”، أعطت وأضافت بإبداع وتفانٍ وتواضع وخجل، وما التقينا مرةّ إلاّ وكانت الألوان ثالثنا، تعلمت منها الكثير ولا زلت أتعلم. رائدة الفن التشكيلي الفلسطيني، بمزيجها المبدع بين التجريدي والتعبيري، ريشتها سلاحها ورفيق دربها، ولوحاتها مرآة شخصيتها بكل ما فيها من تمرد وألم وأمل. صاحبة الالوان المتشظية الضاجة بالحضور، بمفرداتها الدّالة على دور الثقافة والتراث الفلسطيني تذود عن الهوية الفلسطينية في قسوة الزمن” .
كما ونعاها رئيس تحرير “الهدف” د. وسام الفقعاوي، بقوله: “لطيفة (أم خالد)، الإنسانة الصديقة الصدوقة والرفيقة الوفية والأم الجميلة والفنانة التشكيلية التي رسمت فلسطين بحب لا ينقطع؛ فكانت بوصلتها دون تغيير أو تحريف أو مجاراة لموضة أو خداع للذات.. كانت فلسطين كل فلسطين هي فكرتها وريشتها وألوانها ولوحتها وجدارها وشعارها المرفوع: فننا كما فلسطيننا ليس للبيع”.
الراحلة الفنانة لطيفة من مواليد بلدة أسدود عام 1948، وبعد النكبة لجات أسرتها إلى قطاع غزة، حيث أقامت في مخيم خان يونس.
أنهت دراساتها من رام الله ومن ثم انتقلت للعمل في قطر والبحرين، حيث التحقت مبكرا في صفوف الثورة الفلسطينية من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشغلت مواقع مسئولة المعارض في دائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس ما بين 1990-1994، وتنقلت في مسؤوليات إدارية متعددة، وتسلمت مهمة سكرتير ثانٍ كمندوبة دائمة في جامعة الدول العربية لدولة فلسطين بالقاهرة وكمسئولة لملف الأسرة والطفل منذ العام 2002 وما زالت.
حصلت الفنانة الراحلة على عضوية كل من الاتحاد العام للتشكيلين العرب، والاتحاد العام للفنانين التشكيلين الفلسطينيين، وآتيليه القاهرة والمستقبل العربي وفنانون من أجل السلام.. ولها مشاركات عديدة في المعارض الفردية الشخصية والجماعية والتظاهرات الفنية التشكيلية داخل المدن الفلسطينية والقدس ورام الله وسواها، ودول الخليج العربي لا سيما قطر، ومصر ولبنان والأردن وتونس، والمجر، إيطاليا، هولندا، النمسا، الولايات المتحدة الأمريكية، واستحقت عدد كبير من الجوائز والميداليات وشهادات التقدير، كان آخرها في شهر يناير السابق، حيث حصلت على جائزة دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية للعام 2021، عن الفن التشكيلي.