الشمال الأوسط ,,, عبد السلام عطاري

13 نوفمبر 2021آخر تحديث : السبت 13 نوفمبر 2021 - 12:20 صباحًا
حلو الكلام
الشمال الأوسط ,,, عبد السلام عطاري

الشمال الأوسط

الشمال الأوسط كلَّما يمَّمتُ وجهي شمالًا، إلى الشمالِ الأوسطِ في بلادِنا، نحوَ مسكنِ الروحِ ومسقطِ الرأسِ ومهوى الفؤاد، إذ لا أعلمُ، كيفَ أطوِي المَسافةَ؛ مَسافةَ البلادِ المُتعبَةِ التي كلَّما عبرتُها أسألُ نفسِي منفردًا، السؤالَ ذاتَه الذي كنتُ أسألُه قبلَ سبعةٍ وعشرينَ عامًا، عن الخنجرِ القرميديِّ الذي يثخنُ جسدَها وينخرُ سفوحَها، ويكوي كتفَها بلونِه الهجينِ.كانت المسافةُ مؤلفةً من كيلومتراتٍ، تُعَدُّ بساعةِ زمنٍ – لو كانَ الزمنُ بضبطِ دقائقِ ساعةِ حائطِ مختارِ قريتِنا- وبضعِ حواجزَ ورتلِ عساكرَ، والكثيرِ من البؤسِ، والمزيدِ من الآهِ التي تجرحُ حناجرَ ما زالت آهُها تحرقُ الصدرَ وتنشرُ الحرائقَ التي يطفِئُها بردُ العواصمِ والخطاباتُ والأغنياتُ المجروحةُ في ذاكرةٍ توجعُ كلَّما طويتُ المسافةَ وكتبتُ رقمًا جديدًا على السؤالِ الذي يسألُني عن الجوابِ المؤجلِ ويسيلُ في وديان تجفُّ قبلَ النهرِ وبعدَ غروبِ الشمس.#عبدالسلام_عطاري#عرابة 11/11/2021

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق