السباك الغزاوي والمسؤول الضفاوي،،، الباحث والمؤرخ حسام ابو النصر

عندما رست بي السفينة على منارة رام الله منذ سنوات، كنت احاول من حين إلى الآخر ان اساعد من تقطعت بهم السبل ووصلوا الى هاتفي فاضطر الى ان ألجأ لمسؤول ليحل مشكلة هذا المواطن او ذاك من غزة، وكان يدور الحديث وفي نهايته يقول لي المسؤول، هناك وزراء ومستشارين من غزة لماذا لا يحلوا هذه المشاكل، يكون ذلك انذار نهائي بغلق الموضوع، وتعود الكرة وتتكرر في كل مرة، الا ما ندر من المسؤولين المحترمين، ووصلت لقناعة ان لا جدوى لأن اجهد نفسي كدونكيشوت واحارب طواحين الهواء، وادركت ان اي مسؤول لا يريد ان يساعد يرمي هذه الجملة ليسكت ما تبقى من محاولات الاقناع، اما مسؤولي غزة لا حياة لمن تنادي، بعد كل هذه السنوات قررت ان اصلح حمام ومطبخ المنزل فطلبت من صاحب الملك ان يقوم باللازم، حضر ثاني يوم ومعه ابو علي الغزاوي، قلو بتعمل كل شي لابو محمود، قديش بدك وقت ؟ قلو اسبوع، المهم ابو علي بدأ الورشة ولم ينهيها في شهر وبعد شد ومد ، حضر صاحب الملك الذي تعب من هذا الموضوع فقال المفروض ان ينهي ابو علي العمل في اسرع وقت خاصة انه من غزة مثلك، وانا مش قادر امون عليه، اندهشت الموضوع وصل في البلد انو غزة تتحمل مسؤولية حتى سباكة، فوصلت لقناعة لو اتينا بكلب من غزة ليعوي في الضفة، فلن يتوقف عن العواء، ولو اتيت بكلب من الضفة ورميته في غزة فلن يتوقف عن العواء ، ولو اتيت بانسان من غزة ووضعته في غابة في الضفة سيبقى انسانا ولو اتيت بانسان من الضفة ورميته في غابة في غزة سيبقى انسانا، اذا الموضوع ليس منطقة جغرافية بل ان الكلب كلبا، والانسان انسانا مهما كان المكان، والعبرة النهائية ان الانقسام اصل الشرور، واي مسؤول يدعي ان الاحتلال سينتهي بوجود الانقسام بكون كذاب، حتى لو دخلنا ١٠٠٠ اوسلو جديدة، ولو دخلنا ١٠٠٠ عصف مأكول جديدة، لن يخرج المحتل قبل انتهاء الانقسام الذي ادى الى خراب حتى المطبخ والحمام… تحياتي