من الواضح أن الانتخابات المحلية القادمة … ستتم بخصوصية تختلف عن سابقتها … وخاصة أن حركة حماس أعلنت بما لا يدع مجالا للشك أنها ستشارك في معركتها … والمتتبع للحالة السياسية الداخلية … وما رافقها من تداعيات في ملف الانقسام … يجد أن لكل طرف أهدافه الخاصة من الإذعان لصندوق الانتخابات … فالسلطة الوطنية … وحركة فتح … وباقي فصائل العمل الوطني … تريد أن تؤكد على استمرار وتعزيز مسيرة الإصلاحات والاستحقاقات الديمقراطية … في ظل الإخفاق … وعدم الإنجاز في كثير من الملفات … وفي ظل الجمود الحاصل لعملية المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي … وفي تعاظم حالة الإحباط وفقدان الأمل … من قبل النسبة الكبرى من أبناء الشعب الفلسطيني … بالعودة إلى وحدة الشعب والجغرافيا والموقف الوطني … حيث أصبح الهم الفلسطيني هو كيف يمكن أن تعود وحدة الوطن … ووحدة أهدافه.
ولحركة حماس أهدافها وتطلعاتها … وهي تضع في حساباتها كل العوامل والظروف … التي ستخضعها لعملية تقييم دقيقة … وأداة قياس لمصالحها … وموافقتها على دخول معركة الانتخابات المحلية … لم تتم … إلا بعد فحصها … لكل تفاصيل الحالة الوطنية … والاقليمية … والدولية.
ولأن المواطن الفلسطيني … يشعر بالعجز وعدم القدرة على فرض إرادته … أصبح يعبر عن ذلك … بالاستخفاف بكل التصريحات الصادرة من كل الأطراف … ويعتبر ان الرد الحقيقي على مواقف … أصحاب القرار … في ما يتعلق بإنهاء الانقسام … وباقي الملفات الأخرى … سيكون صوته … الذي يعتبره سلاحه الوحيد.
مما يؤكد أن حالة المخاض العسير … التي يواجهها الشعب الفلسطيني في كافة الملفات … سيتمخض عنها القرار … الذي سيقرره المواطن الفلسطيني من خلال صوته في صندوق الاقتراع … وسيكون صوت المواطن الفلسطيني في الانتخابات المحلية أداة قياس حقيقية … لمزاج المواطن … ورأيه وتوجهاته … إتجاه الحالة الوطنية … بكل تفاصيل ملفاتها … ولكي تتحقق حقيقة أن هذه الانتخابات … أداة فحص وقياس … ستقوم كافة الأطراف ببذل كل طاقاتها وامكانياتها … في سبيل حشد واستقطاب الأصوات … وسيتنافس الجميع من خلال استخدام كافة الأوراق.
وإنني أعتقد أن سير عملية الانتخابات … بشفافية وديمقراطية ونزاهة … بعيداً عن استخدام الترهيب والترغيب … في ظل إشاعة أجواء الامن والأمان … وتعزيز الآمال بأن الانتخابات المحلية … مقدمة يتحقق على آثارها ونتائجها … توجه الجميع إلى انتخابات … رئاسية وتشريعية …. ومجلس وطني … كأساس لإنهاء ملف الانقسام.
لهذا … لا يعيب هذه الانتخابات أن تكون أداة قياس … ووسيلة وآلية لفحص … كل الترتيبات والنتائج التي يمكن أن تساهم … بالتقدم إلى الأمام … وتحقق إشاعة أجواء التفائل والأمل.
لنساهم بتعزيز كل ما من شأنه … أن يدفعنا إلى الأمام … ولنحتشد جميعاً … موحدين ومجتمعين … لأجل البلد.
والله من وراء القصد.
محمد البكري
الانتخابات المحلية … أداة فحص وتقييم …. كتب محمد البكري
