الاتفاق المبرم في نوفمبر تشرين الثاني عام 2021 لتشكيل الائتلاف الذي يحكم رومانيا حاليا ينص على التناوب على رئاسية الحكوم بين رئيس الحزب الليبرالي نيكولا تشوكا ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتشيل تشولاكو بعد عام ونصف العام على تشكيله. وعليه كان من المفترض أن يتولى الزعيم الاشتراكي الديمقراطي والذي يرأس حاليا مجلس النواب رئاسة الحكومة يوم الجمعة الماضي إلا أن زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي وهي الحزب الوطني الليبرالي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا قرروا تأجيل التناوب باعتباره خطوة غير مناسبة في سياق إضراب المدرسين عن العمل المستمر منذ مطلع الأسبوع الماضي . فقد أشار رئيس الوزراء نيكولاي تشوكا إلى الحاجة إلى الاستقرار لتسوية هذا الاضراب غير المسبوق على مدى العشرين سنة الماضية :”أجرينا مباحثات حتى ساعة متأخرة من ليل أمس واستأنفنا الحوار صباح اليوم حيث اتفقنا على أن استمر في شغل منصب رئيس الوزراء وتولي مهامه إلى حين تسوية الإضراب أملا منا أن نساهم بذلك في تهيئة الظروف المناسبة لإجراء التناوب على رئاسة الحكومة بأسرع وقت .”
رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتشيل تشولاكو هو أول من طرح فكرة وقف المفاوضات السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة وإعادة توزيع الحقائب الوزارية واستئنافها بعد انتهاء الإضراب :”إنه قرار اتفقت عليه مع رئيس الوزراء كما اتفقنا على مواصلة العمل معا أنا كرئيس لمجلس النواب وممثل عن السلطة التشريعية والسيد نكولاي تشوكا كرئيس للوزراء وممثل عن السلطة التنفيذية من أجل إيجاد حل لهذا الإضراب المشروع بأسرع وقت وإجراء التناوب على رئاسة الوزراء في أفضل توقيت ..كما اتفقنا على أن المدرسين والنظام الصحي يمثلان أولوية مطلقة في برناج الحكومة .”
أما زعيم الاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا كيلمين هونر فقال إن تأجيل التناوب ضروري مؤكدا على اقتناعه بقدرة الائتلاف الحكومي الحالي :”أنا متفائل وواثق بقدرتنا السياسية ومقتنع بأن الناس يدركون مصاعب المرحلة الحالية فضلا عن الفرص الكبيرة التي تنفتح أمامنا . فرومانيا باتت أمام طريق جديد سيؤدي في غضون السنوات العشر القادمة إلى مجتمع أكثر تطورا وخدمات عامة أفضل ومؤسسات مستقرة تستجيب لاحتياجات المواطنين .”
زعيم اتحاد أنقذوا ورمانيا المعارض كاتالين درولا قال من جانبه إن زعماء الائتلاف الحكومي منفصمون عن الواقع منتقدا انشغالهم بالتفاوض على إعادة توزيع الحقائب الوزارية والمناصب في الحكومة الجديدة طيلة الأشهر الماضية . وأعتبر درولا أن تأجيل التناوب على رئاسة الحكومة ما هو سوى دليل على فشل الحكومة وفشل مشروع رومانيا المتعلمة العزيز على قلب رئيس الجمهورية كلاوس يوهانيس على حد تعبيره مضيفا أن إضراب المدرسين يأتي في الوقت الذي كان يفترض أن يجري فيه التناوب على رئاسة الحكومة ولكن بدلا من ذلك نرى المدرسين في الشوارع والمدارس مغلقة والأطفال في منازلهم حسب قوله.
