ألوانٌ وألوانْ
آهٍ يا ألوانَ الطَيْفِ
أهٍ يا قوسَ قُزَحْ
حدَثونَا مِنَ الصِغَرِ
أَنَّ ظهُورِكَ عُنْوانَ الأَمَلِ
ورَمْزاً للسَعَادَةِ والفَرَحْ
وَلَكِنَني لَمْ أَعُدْ أَشْعُرَ
عنْدَ رؤْيَتِكَ
إِلا بالهَمِ والحُزْنِ والتَرَحْ
آهٍ يا ألوانَ الطَيْفِ
أهٍ يا قوسَ قُزَحْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ أَوْرَاقِ الشَجَرْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ سُحُبِ المَطَرْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ مِيَاهَ البَحْرِ
وَلَوْنَ ذَلِكَ الذّي يَجْرِي
بِهِ اليَنْبُوعَ والنَهَرْ
وَلَكِني الآَنَ أَعْرِفُ
لَوْنَ الدَمَ
الذّي يَجْرِي
فِي بِلادِي
فَالشاَرِعُ التُرَابِيْ
صَارَ أَحْمَرْ
والأَسْفَلْتُ الأَسْوَدُ
صَارَ أَحْمَرْ
وَتُرَابَ صَحْرَائي الذَهَبِيَ
صَارَ أَحْمَرْ
وحِجَارَةُ جِبَالي السَوْدَاءَ
صَارَ لَوْنُهَا أَحْمَرْ
حَتى أَلعَابَ طِفْلِي
صَارَتْ تَنْزِفُ
أَحْمَرْ
وَلَوْنَ دِمَاءَ
شُهَدَائِي
هُوَ الأَحْمَرُ والأَحْمَرُ
والأَحْمَرْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ شُعَاعَ الشَمْسِ
وَلَوْنَ ضُوءَ القَمَرْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ النُجُومِ التي
تَسْطَعُ فِي سَمَاءَ الوَطَنَ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ البَسَمَاتِ
والضَحِكَاتِ
ولَوْنَ دُمُوع الفَرَحِ
ولَوْنَ قُلُوبَ البَشَرْ
فَأَمَامِي ظَلَامٌ
وَفَوْقِي ظَلاَمٌ
وَخَلْفِيَ وتَحْتِيَ
وَكُلَ مَا يُحِيطُ بَيَ
أَصْبَحَ قَاتِمَ الْلَوْنِ
أَسْوَدْ
فَالأُمَهَاتِ تَوَشَحْنَ
أَسْوَدْ
والْحَرَائِرَ لَبِسْنَ
أَسْوَدْ
وأَصْبَحَ لَوْنُ الحَيَاةِ
قَاتِمٌ أَسْوَدْ
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ الأَرْضَ
وَلَوْنَ السَمَاء
لَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ
لَوْنَ الحُبِ
ولَوْنَ الشَوقِ
وَلَوْنَ الوَفَاء
وَلَكِنَنِي عَرَفْتَ
وَأَعْرِفُ الآنَ
وبِالتَأكِيدِ
أَنَّ لَوْنَ الحُرِيَةِ
وَلَوْنَ الكَرَامَةِ
وَلَوْنَ الكِبْرِيَاءِ
هُوَ مِنْ لَوْنِ
دِمَاءَ الشُهَداءَ
أَحْمَرْ
لَا أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفُ
غَيْرَ
لَوْنَ النَورِ
لا أُرِدْ أَنْ أَعْرِفَ
غَيْرَ نُورِ
الَله
محمد عواد
