أمانة يا حجة فاطمة تسلمي على موسى الحنفي ،،،،،،كتب خالد جمعة

30 أغسطس 2023آخر تحديث :
أمانة يا حجة فاطمة تسلمي على موسى الحنفي ،،،،،،كتب خالد جمعة

أمانة يا حجة فاطمة تسلمي على موسى الحنفي، وقولي له إننا ما زلنا نتذكره بعد كل هذه العشرات من السنوات…
رحلت أم موسى الحنفي، بعد ستة وثلاثين عاماً من استشهاد ابنها موسى، وما انقطعت عن ذكره والبكاء عليه طوال هذه السنوات…
قال لي بلال جحيش من رفح، أنه زارها ذات يوم، فأخرجت له تراباً تحتفظ به، وقالت: هذا التراب من المكان الذي استشهد فيه موسى…
كنت أعمل في بلدية رفح، مراقباً للأبنية، وأمر على قدميّ من مقبرة المخيم، يومياً، وكنت أشاهدها كل يوم، كل يوم، كل يوم، لسنوات، وهي تجلس أمام قبر موسى، وتكلمه، بردان يمة؟ جعان؟ وتمسك في يدها فوطة مبلولة وتمسح بها رخامة القبر.
موسى الحنفي ابن مخيم الشابورة، بيته كان خلف بيتنا، وهو من أوائل شهداء جامعة بيرزيت، استشهد في رام الله عام 1987، قبل الانتفاضة ببضعة أشهر، ونقله الشباب والصبايا عبر معبر إيرز، بأن أجلسوه على الكرسي الخلفي وألبسوه نظارة سوداء، حتى وصلوا إلى رفح.
استشهد موسى منذ [36] عاماً، وظننت أن أمه استطاعت التأقلم مع الأمر بعد كل هذه السنوات، خصوصا أن لديها أبناء كثر غير موسى… غير أنني عندما التقيت صديقي أسامة السعداوي، وجلسنا طويلا لنتذكر رفح وأيامها، وهو كان صديقاً لموسى الحنفي، سألته عن أم موسى، فقال لي إنها ما تزال حية وقد تجاوزت التسعين، وحين رأت أسامة في آخر زيارة، قالت له: إنت كنت صاحب موسى؟ فقال لها نعم: فلمسته كمن يلمس أيقونة وقالت له: أمانة ما تقطعني يمة…
رحلت المرأة التي كانت نموذجاً لأم الشهيد، وكأنها خرجت من رواية عظيمة.
سيفتقدها مخيم الشابورة، حارة اسدود بالتحديد، ومقبرة المخيم…
أمانة يا خالتي تسلمي على موسى وتحكيله إنو بنتذكره لليوم، زي ما رح نتذكرك لما تبقى من أعمارنا.

عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق