ألمانيا: فوز غير حاسم.. شولتس والطريق الصعب لخلافة ميركل ،، متابعة : شوقى الفرا

27 سبتمبر 2021آخر تحديث :
ألمانيا: فوز غير حاسم.. شولتس والطريق الصعب لخلافة ميركل ،، متابعة : شوقى الفرا

عاد الحزب الاشتراكي إلى زمن الانتصارات بعد غياب لعب خلاله دور الشريك الثاني مع التحالف المسيحي خلال دورتين انتخابيتين. أولاف شولتس يعلن انتصاره، لكن طريقه إلى مكتب المستشارية ليس معبدا بالورود. من هم صناع الملوك؟

لم تذهب النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية بعيدة عن الاستطلاعات التي أظهرت تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بل أظهرت أن الاشتراكيين حصدوا نتائج أفضل قليلا مما كان متوقعا. مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أولاف شولتس أكد أحقية حزبه في تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة تحت قيادته.

وفي أعقاب توقعات نتائج شبه النهائية لانتخابات البرلمان الاتحادي التي جرت اليوم الأحد (26 أيلول/ سبتمبر 2021) أظهرت تقدما طفيفا لصالح الاشتراكيين على حساب تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي، قال شولتس: “أنا مسرور وممتن أيضا للغاية على تصويت الناخبين لأن المواطنين قرروا حصول الحزب الاشتراكي على تكليف بتشكيل الحكومة”. وأضاف شولتس أن المواطنين أظهروا بانتخابهم أنهم يريدون “مني أن أحاول تشكيل الحكومة” مشيرا إلى أنه يشعر بأنه ملتزم بهذا وأردف: “لدينا نسب قبول جيدة ورأينا ودعم الحزب الاشتراكي آخذ في الارتفاع بينما ينخفض الدعم للتحالف المسيحي وهذه إشارة واضحة بعث بها الناخبون”. ونوه شولتس إلى أن المواطنين يتمنون الآن قيادة جديدة ورأى أنه يجب التمهل مبدئيا فيما يتعلق بخيارات الائتلافات حتى يتم فرز كل الأصوات.

شولتس طالب بأن يتم البدء على الفور في محاولة تشكيل الحكومة بعد فرز الأصوات، وقال إن كل الأطراف عليهم أن يتقابلوا معا “على قدم المساواة”. وفي إشارة إلى انسحاب الحزب الديمقراطي الحر من مفاوضات تشكيل ائتلاف ثلاثي مع تحالف ميركل وحزب الخضر بعد انتخابات عام 2017، قال شولتس إنه لا ينبغي أن تتم مفاوضات الائتلاف كما حدث قبل أربعة أعوام عندما فشل تشكيل الحكومة “إذ أنه يجب أن تتعامل الأطراف مع بعضها البعض بشكل نزيه”.

“أقوى” كتلة برلمانية

كما أظهر استقراء جديد أجرته القناة الأولى بالتلفزيون الألماني مساء اليوم الأحد أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي  سيمتلك أقوى كتلة في البرلمان الألماني المقبل. وحسب الاستقراء، فإن الحزب الاشتراكي سيحصل على 200 مقعد في البرلمان متفوقا لأول مرة على تحالف المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الذي سيحصل على 198 مقعدا. وسيتملك الخضر ثالث أقوى كتلة في البرلمان بعد الاشتراكيين والمسيحيين بـ113 مقعدا. واستند الاستقراء إلى توقع بأن إجمالي عدد مقاعد البرلمان المقبل سيصل إلى 730 مقعدا. 

رغم النتائج التي تظهر تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فإن هذا لا يعني مباشرة قدرته على تشكيل حكومة، لا وحده ولا في حال الدخول مع تحالف مع حزب الخضر، الشريك في فترة المستشار غيرهارد شرويدر، الذي كان قد دخل في ائتلاف مع حزب الخضر نهاية التسعينات. إذ أن على الحزب الاشتراكي الدخول في ائتلاف حكومي ثلاثي مكون من حزبه، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، أو ما يطلق ائتلاف “أمبل” أي إشارة المرور، أحمر، أصفر وأخضر.

السيناريو الثاني الذي يتمكن من خلاله الحزب الاشتراكي في تشكيل الحكومة لم يعد واردا، بسبب ضعف نتائج حزب اليسار الذي في حال دخوله مع الاشتراكيين والخضر فإنه الائتلاف لن يشكل غالبية تمكنه من تشكيل حكومة.

صانع الملوك

حتى بعد ظهور النتائج الأولية، بقي رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، محافظا على إرسال رسائل مختلفة إلى الحزب الاشتراكي وكذلك للشريك التاريخي، التحالف المسيحي، إذ ألمح في حوار جمعه مع المرشحين وزعماء الأحزاب أجرته القناة الثانية الألمانية ZDF أن حزبه قريب في برنامجه الانتخابي من التحالف المسيحي، لكنه لن يستبعد التحالف مع الآخرين، وحتى الحوار مع حزب الخضر، رغم الخلافات في الرؤيا السياسية تجاه قضايا كثيرة.

أما الاحتمال الثالث فيعني العودة إلى الائتلاف الحكومي الكبير المكون من الاشتراكيين والمحافظين، مع تغيير المقاعد ليصبح شولتس المستشار، ولاشيت الرقم الثاني في الائتلاف. لكن هذا سيعتمد على النتائج النهائية وعلى رغبة الحزبيين الكبيرين في العودة من جديد إلى ائتلاف كبير، رغم أن النتائج أظهرت أن الناخب الألماني اختار التغيير بعد فترتين حكم فيها ألمانيا ائتلاف مكون من الحزبين.

المصدرشوقى الفرا، DW
عاجل
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق